للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشر ربيع الأول: قبض الْأَمِير يلبغا الأتابك على الْأَمِير الطواشي سَابق الدّين مِثْقَال الآنوكي مقدم المماليك السُّلْطَانِيَّة وضربه نَحْو ستماية ضَرْبَة بالعصى وَأخرجه إِلَى أسوان منفياً لكَلَام نقل لَهُ عَنهُ. وَولى عوضه الطواشي ظهير الدّين مُخْتَار الْمَعْرُوف بشاذروان مقدم المماليك. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير أرغون الأزقي فِي نِيَابَة غَزَّة عوضا عَن ألطبغا البشتكي. وَفِي ثَانِي عشرينه: أخرج الْأَمِير أرغون الأحمدي اللالا منفياً وَأخرج أَيْضا الْأَمِير تمرقيا الْعمريّ منفياً فتوجها إِلَى الشَّام وخلع على الْأَمِير أقبغا حلب الأحمدي وَاسْتقر لالا السُّلْطَان. وَفِيه رسم للأمير طيبغا حَاجِب الْحجاب بِعرْض أجناد الْحلقَة فاستدعاهم وَجلسَ لعرضهم جَزِيرَة أروى حَيْثُ تعْمل الشواني الحربية وتشدد عَلَيْهِم وَقطع مِنْهُم جمَاعَة فِي عدَّة أَيَّام حَتَّى عرض مِنْهُم نَحْو ثلثيهم ثمَّ كَانَ مَا يَأْتِي ذكره. إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَفِي تَاسِع عشرينه: اسْتَقر الْأَمِير قُطْلُوبك السيفي وَالِي قوص عوضا عَن الْأَمِير شهَاب الدّين قرطاي. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كملت عمَارَة الشواني البحرية وعدتها ماية قِطْعَة مَا بَين غربان وطرايد فاستخدم الْأَمِير يلبغا لَهَا من الرِّجَال مَا يكفيها وجمعهم مَا بَين مغاربة وتراكمين وصعايدة ورتب لَهُم رؤوساء ونقباء وَأنْفق فيهم المعاليم المقررة وشحن الأغربة بِالْعدَدِ الحربية وَجَمِيع آلَات السِّلَاح. فَلَمَّا تهيأت كلهَا فرقها الْأَمِير يلبغا على الْأُمَرَاء فتسلم كل أَمِير مَا خصّه من الشواني وزينها بأعلامه وَأقَام فِيهَا الطبول والأبواق وَأنزل بهَا عدَّة من مماليكه وَقد ألبسهم آلَة الْحَرْب وَأمرهمْ بِالْمَسِيرِ فِيهَا للغزو إِذا سَارَتْ. ثمَّ ركب السُّلْطَان والأمير يلبغا وَسَائِر أُمَرَاء الدولة وأعيانها لرؤية الشواني وَقد كملت وَتمّ أمرهَا وتهيأت رِحَالهَا وَخرج النَّاس من أقطار الْمَدِينَة وَأتوا من كل جِهَة فِي يَوْم السبت رَابِع عشْرين ربيع الأول. فَسَار السُّلْطَان بعساكره من القلعة إِلَى جَزِيرَة أروى وَركب الحراقة وَقد امْتَلَأت تِلْكَ الْأَرَاضِي بِالنَّاسِ. فَقدمت الشواني ولعبت رجالها بالآلات الحربية كَمَا يفعل عِنْد لِقَاء الْعَدو ودقت كوساتها ونفخت بوقاتها وأفلتت النفوط فَكَانَ أمرا مهولاً ومنظراً جميلاً وأمراً حسنا لَو تمّ. فَلَمَّا انْقَضى ذَلِك توجه السُّلْطَان فِي الحراقة حَتَّى نزل من بولاق التكروري وخيم بِمَنْزِلَتِهِ من بر الجيزة على الْعَادة. وَمضى الْأَمِير يلبغا لتصيد فِي جَزِيرَة القط وأقيم الْأَمِير

<<  <  ج: ص:  >  >>