للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة)

شهر الله الْمحرم الْحَرَام أَوله يَوْم الْأَحَد: فِيهِ أفرج عَن زَوْجَة القَاضِي زين الدّين عبد الباسط وَعَن أرغون دواداره. وَفِيه حمل عبد الباسط الخزانة السُّلْطَانِيَّة ثَلَاثِينَ ألف دِينَار ذَهَبا وأحيط لَهُ بِخَمْسِينَ ألف أردب من الْغلَّة وبمائة هجين فِيهَا مَا تبلغ قيمَة الْوَاحِد مِنْهَا آلَاف وبهار قِيمَته خَمْسُونَ ألف دِينَار وبعدة كَثِيرَة من الْجمال. وَفِي ثَانِيه: خلع على ولى الدّين مُحَمَّد السفلي مفتي دَار الْعدْل وَأحد خَواص السُّلْطَان وإستقر فِي نظر الْكسْوَة المحمولة إِلَى الْكَعْبَة المشرفة عوضا عَن زين الدّين عبد الباسط مُضَافا لما بِيَدِهِ من وكَالَة بَيت المَال فَإِن شَرط الْوَاقِف أَن يكون وَكيل بَيت المَال نَاظر الْكسْوَة. وخلع على فتح الدّين مُحَمَّد بن أَبى بكر بن أَيُّوب المحرقي وإستقر فِي نظر الجوالي عوضا عَن عبد الباسط. وَكَانَت بِيَدِهِ قَدِيما فأعيدت إِلَيْهِ. وَفِي ثالثه: قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا بسلامة الْحجَّاج ورخاء الأسعار. وَفِي خامسه: أفرج عَن أَبى بكر بن عبد الباسط وَعَن شرف الدّين مُوسَى بن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الكازروني مبَاشر ديوَان عبد الباسط على مَال يقوم بِهِ. هَذَا وَعبد الباسط يُورد المَال شَيْئا بعد شَيْء وَالسُّلْطَان مصمم على أَنه لَا يقنع مِنْهُ بِأَقَلّ من ألف ألف دِينَار ويتهدد بعقوبته ويعدد لَهُ ذنوبًا يحقدها عَلَيْهِ. وَفِي يَوْم الْأَحَد ثامنه: أبتدأ بالنداء على النّيل وَقد بلغت الْقَاعِدَة وَهِي المَاء الْقَدِيم فِي الْقيَاس أَرْبَعَة أَذْرع وَعشرَة أَصَابِع وَأَنه زَاد ثَلَاثَة أَصَابِع. وَفِي تاسعه: نقل الْأَمِير جَانِبك الزيني أستادار من سجنه بقلعة الْجَبَل إِلَى بَيت الْأَمِير تغرى بردى المؤذى الدوادار ليحاسبه عَمَّا فِي جِهَته للديوان الْمُفْرد وألزم بِحمْل عشرَة آلَاف دِينَار فَلم يتَأَخَّر فِي القلعة سوى زين الدّين عبد الباسط بمفرده فِي مقْعد بالحوش من القلعة وَقد رسم عَلَيْهِ عدَّة من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَأَتْبَاع تبيع أَصْنَاف أَمْوَاله وعقاره وتورد أثمانها ذَهَبا إِلَى الخزانة السُّلْطَانِيَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>