للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة)

يَوْم الثُّلَاثَاء أول الْمحرم: ركب السُّلْطَان فِي أمرائه الخاصكية وَلعب بالكرة فِي الميدان تَحت القلعة فغلب الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي فَلَزِمَ بِعَمَل وَلِيمَة فِي سرياقوس للسُّلْطَان ذبح فِيهَا خَمْسمِائَة رَأس غنم وَعشرَة أَفْرَاس وَعمل أحواضاً مَمْلُوءَة بالسكر الْمُذَاب وَجمع سَائِر أَرْبَاب الملهى وَحضر إِلَيْهِ السُّلْطَان والأمراء. وَفِيه قدم كتاب أسندمر الْعُمْرَى نَائِب طرابلس يسْأَل الإعفاء فَأُجِيب إِلَى ذَلِك. وخلع على الْأَمِير منكلى بغا الفخري أَمِير جاندار وَاسْتقر فِي نِيَابَة طرابلس وَسَار فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ حادي وَفِي هَذَا الشَّهْر: وقف جمَاعَة للسُّلْطَان وَشَكوا من بعد المَاء وانحساره عَن بر مصر والقاهرة حَتَّى غلت روايا المَاء. فرسم بنزول المهندسين لكشف ذَلِك فَكتب تَقْدِير مَا يصرف على الجسر مبلغ مائَة ألف وَعشْرين ألف دِرْهَم جبيت من أَرْبَاب الْأَمْلَاك المطلة على النّيل حسابا عَن كل دراع خَمْسَة عشر درهما فَبلغ قياسها سَبْعَة آلَاف ذِرَاع وسِتمِائَة ذِرَاع. وَقَامَ باستخراج ذَلِك وَقِيَاسه محتسب الْقَاهِرَة ضِيَاء الدّين يُوسُف ابْن. خطيب بَيت الْآبَار. وَفِيه توقفت أَحْوَال الدولة من كَثْرَة رواتب الخدام والعجائز والجواري وَأَخذهم بِأَرْض بهيتت من الضواحي وبأرض الجيزة وَغَيرهَا بِحَيْثُ أَخذ مقبل الرُّومِي عشرَة آلَاف فدان من شاسع الْبحيرَة قَامَ السُّلْطَان والأجناد بكلفة جسورها. وَفِيه فرق السُّلْطَان نصف إقطاع منكلى بغا الفخري وَتَأَخر نصفه. وَفِيه قدم الْأَمِير بيغرا من كشف الجسور فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر أَمِير جاندار عوضا عَن منكلى بغا الفخري. وَفِيه قدم الْأَمِير أسندمر الْعمريّ من طرابلس فأنعم عَلَيْهِ بِبَقِيَّة إقطاع مكلى بغا الفخري وَفِي خَامِس عشريه: قدم الْحَاج وأخبروا برخاء أسعار مَكَّة وَحسن سيرة الشريف عجلَان. وَفِيه قدم تجار الْيمن والهند وَكَانَ الفلفل قد عز وجوده بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى بلغ الرطل

<<  <  ج: ص:  >  >>