للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة)

فِيهَا مَاتَ الْأَشْرَف مُوسَى بن الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب - صَاحب دمشق بهَا - يَوْم الْخَمِيس رَابِع الْمحرم وعمره نَحْو من سِتِّينَ سنة وَمُدَّة ملكه بِدِمَشْق ثَمَانِي سِنِين وَأشهر وَلم يتْرك سوى ابْنة تزَوجهَا الْملك الْجواد يُونُس بن مودود بن الْملك الْعَادِل فَقَامَ من بعده بِدِمَشْق أَخُوهُ الْملك الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل صَاحب بصرى بِعَهْد من أَخِيه لَهُ فاستوفى الْملك الصَّالح عماد الدّين على دمشق وبعلبك وَبعث ابْنه الْملك الْمَنْصُور مَحْمُودًا إِلَى الشرق ليتسلم سنجار ونصيبين والخابور من نواب الشرق وَبعث إِلَى الْمُجَاهِد صَاحب حمص وَالِي المظفر صَاحب حماة وَإِلَى الحلبيين أَيْضا ليحلفوا لَهُ ويتفقوا مَعَه - على الْقَاعِدَة الَّتِي تقررت بَينهم وَبَين الْأَشْرَف - على مُخَالفَة الْكَامِل فَأَجَابُوا إِلَّا صَاحب حماة فَإِنَّهُ مَال مَعَ الْكَامِل وَبعث إِلَيْهِ يُعلمهُ بميله إِلَيْهِ فسر الْكَامِل بذلك ثمَّ إِن الْملك الصَّالح عماد الدّين صادر جمَاعَة من الدماشقة الَّذين قيل عَنْهُم إِنَّهُم مَعَ الْملك الْكَامِل مِنْهُم الْعلم تعاسيف وَأَوْلَاد مزهر وحبسهم فِي بصرى فتجهز الْكَامِل وَخرج من قلعة الْجَبَل بعساكره بكرَة يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري صفر واستناب على مصر ابْنه الْملك الْعَادِل وَأخذ مَعَه النَّاصِر دَاوُد وَهُوَ لَا يشك أَن الْملك الْكَامِل يسلم إِلَيْهِ دمشق لما كَانَ قد تقرر بَينهمَا. فكاتب الْكَامِل نَائِب قلعة عجلون حَتَّى سلمهَا وَنزل على دمشق بِمَسْجِد الْقدَم فِي ثَالِث عشري ربيع الأول وَقد تخصنت وأتتها النجدات فحاصرها وَقطع عَنْهَا الْمِيَاه وضايقها حَتَّى غلت بهَا الأسعار وأحرق العقيبة والطواحين وألح على أَهلهَا بِالْقِتَالِ وَكَانَ الْوَقْت شتاء فَأذن الصَّالح إِسْمَاعِيل وَسلم دمشق لِأَخِيهِ الْكَامِل فَعوضهُ عَنْهَا بعلبك وَالْبِقَاع وَبصرى والسواد. وَكَانَ السفير بَينهمَا الصاحب محيي الدّين أَبُو المظفر يُوسُف بن الشَّيْخ أبي الْفرج بن الْجَوْزِيّ - رَسُول الْخَلِيفَة - الْوَارِد ليوقع الصُّلْح بَين مُلُوك بني أَيُّوب فتسلم الْكَامِل دمشق فِي عَاشر جُمَادَى الأولى وَسَار الصَّالح إِسْمَاعِيل إِلَى بعلبك لإحدى عشرَة بقيت من جُمَادَى الأولى فَنزل الْملك الْكَامِل بالقلعة وَأمر بِنصب الدهليز بِظَاهِر دمشق وسير المظفر صَاحب حماة إِلَى حمص وَأطلق الْفلك المسيري من سجن قلعة دمشق - وَكَانَ

<<  <  ج: ص:  >  >>