للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة)

فِي الْمحرم: حدث بقرية جُبَّة عَسَّال من قرى دمشق أَمر عَجِيب: وَهُوَ أَن شَابًّا من أَهلهَا خرج بثور لَهُ يسْقِيه المَاء فَلَمَّا فرغ الثور من شربه حمد الله فتعجب الصَّبِي من ذَلِك وَحَكَاهُ فَلم يصدق. فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي خرج صَاحب الثور بِهِ ليسقيه فَشرب وَحمد الله بعد فَرَاغه فَمضى بِهِ وَكثر ذكر ذَلِك بالقرية. فَخرج بِهِ فِي الْيَوْم الثَّالِث وَقد حضر أهل الْقرْيَة فعندما فرغ الثور من شربه سَمعه الْجَمِيع وَهُوَ يحمد الله. فَتقدم بَعضهم وَسَأَلَهُ فَقَالَ الثور بِكَلَام سَمعه من حضر: إِن الله عز وَجل كَانَ قد كتب على الْأمة سبع سِنِين جدباً وَلَكِن بشفاعة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبدلها الله تعال بِالْخصْبِ. وَذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره بتبليغ ذَلِك إِلَى النَّاس. قَالَ الثور فَقلت: يَا رَسُول الله مَا عَلامَة صدقي عِنْدهم قَالَ: أَن تَمُوت عقيب الْإِخْبَار ثمَّ مضى الثور إِلَى مَوضِع مُرْتَفع وَسقط مَيتا فتقاسم أهل الْقرْيَة شعره للتبرك بِهِ وكفنوه ودفنوه وَحضر إِلَى قلعة الْجَبَل محْضر ثَابت على قَاضِي الْولَايَة بِهَذِهِ الْحَادِثَة. وَفِي ربيع الأول: قدم الْبَرِيد بوصول طَائِفَة الأويراتية من التتار ومقدمهم طرغاي زوج بنت هولاكو وَإِنَّهُم نَحْو الثَّمَانِية عشر ألف بَيت وَقد فروا من غازان ملك التتار وعبروا الْفُرَات يُرِيدُونَ الشَّام. فَكتب إِلَى نَائِب الشَّام أَن يبْعَث إِلَيْهِم الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري إِلَى الرحبة ليلقاهم فَخرج من دمشق ثمَّ توجه بعده الْأَمِير سنقر الأعسر شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَخرج الْأَمِير قراسنقر المنصوري من الْقَاهِرَة أَيْضا فوصل دمشق فِي ثَانِي عشريه ثمَّ تبعه الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج بهادر الْحلَبِي الْحَاجِب فَأَقَامَ بِدِمَشْق حَتَّى وصلت أَعْيَان الأويراتية صُحْبَة سنقر الأعسر فِي ثَالِث عشريه. وَكَانَت عدتهمْ مائَة وَثَلَاثَة عشر رجلا ومقدمهم طرغاي وَمن ثمَّ سَار بهم الْأَمِير قراسنقر إِلَى الْقَاهِرَة يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع ربيع الآخر فَلَمَّا وصلوا بَالغ السُّلْطَان فِي إكرامهم وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم وَأمر عدَّة مِنْهُم. وبقوا على كفرهم وَدخل شهر رَمَضَان فَلم يصم مِنْهُم أحد وصاروا يَأْكُلُون الْخَيل من غير ذَبحهَا بل يرْبط الْفرس وَيضْرب على وَجهه حَتَّى يَمُوت فيؤكل. فَأَنف الْأُمَرَاء من جلوسهم مَعَهم

<<  <  ج: ص:  >  >>