للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِبَاب الْقلَّة فِي الْخدمَة وَعظم على النَّاس إكرامهم وتزايد بَعضهم فِي السُّلْطَان وَانْطَلَقت الْأَلْسِنَة بذمه حَتَّى أوجب ذَلِك خلع السُّلْطَان فِيمَا بعد. وَأما بَقِيَّة الأويراتية فَإِنَّهُ كتب إِلَى سنجر الدواداري أَن ينزلهم بِبِلَاد السَّاحِل فَمر بهم على مرج دمشق وأخرجت الْأَسْوَاق إِلَيْهِم فَنصبت بالمرج وبمنزلة الصنمين وَفِي الْكسْوَة وَلم يُمكن أحد من الأويرايتة أَن يدْخل مَدِينَة دمشق. وأنزلوا من أَرَاضِي عثليث ممتدين فِي بِلَاد السَّاحِل وَأقَام الْأَمِير سنجر عِنْدهم إِلَى أَن حضر السُّلْطَان إِلَى الشَّام. وَقد هلك مِنْهُم عَالم كَبِير وَأخذ الْأُمَرَاء أَوْلَادهم الشَّبَاب للْخدمَة وَكَثُرت الرَّغْبَة فيهم لجمالهم وَتزَوج النَّاس ببناتهم وتنافس الْأُمَرَاء والأجناد وَغَيرهم فِي صبيانهم وبناتهم ثمَّ انغمس من بَقِي مِنْهُم فِي العساكر فَتَفَرَّقُوا فِي الممالك ودخلوا فِي الْإِسْلَام واختلطوا بِأَهْل الْبِلَاد. وَفِي يَوْم السبت ثامن عشر جُمَادَى الأولى: اسْتَقر فِي قَضَاء الْقُضَاة بديار مصر تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن مجد الدّين عَليّ بن وهب بن مُطِيع الْقشيرِي الْمَعْرُوف بِابْن دَقِيق الْعِيد الشَّافِعِي بعد وَفَاة قَاضِي الْقُضَاة ذِي الرياستين تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن بن قَاضِي الْقُضَاة ذِي الرياستين تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر العلامي الْمَعْرُوف بِابْن بنت الْأَعَز. وَفِي هَذِه السّنة: اشْتَدَّ الغلاء وَبلغ سعر الأردب الْقَمْح الْمصْرِيّ إِلَى مائَة وَثَمَانِينَ درهما وَالشعِير تعدِي الأردب مِنْهُ مائَة دِرْهَم والفول بِنَحْوِ تسعين درهما الأردب. وَبلغ الترس سِتِّينَ درهما الأردب بعد خَمْسَة دَرَاهِم وأبيع الْخبز كل رَطْل بدرهم نقرة وأبيع الْفروج بِعشْرين درهما بعد ثَلَاثَة دَرَاهِم. وذبحت فراريج للمرضى ثمَّ وزن لَحمهَا فَوقف كل وزن دِرْهَم مِنْهَا بدرهم فضَّة وأبيعت بطيخة صيفية للمرضى بِمِائَة دِرْهَم فضَّة وأبيع الرطل مِنْهُ بأَرْبعَة دَرَاهِم. وأبيعت سفرجلة بِثَلَاثِينَ درهما وكل رَطْل لحم بسبعة دَرَاهِم وكل سبع حبات من بيض الدجاح بدرهم وَلم يزدْ سعر الْقَمْح فِي بِلَاد الصَّعِيد الْأَعْلَى على خَمْسَة وَسبعين درهما الأردب.

<<  <  ج: ص:  >  >>