وفيهَا ندب النشو أحد مباشري العمائر السُّلْطَانِيَّة لمرافعة الْأَمِير آقبغا عبد الْوَاحِد فأنهى للسُّلْطَان عَنهُ أَنه عمر جَمِيع عمائر من مَال السُّلْطَان وَثَبت لمحاققته فَلم يجد آقبغا جَوَابا. وفيهَا اسْتَقر الْأَمِير أَخُو ظلظية فِي كشف الْوَجْه البحري عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين أبي بكر بن سُلَيْمَان البابيري وَأخرج البابيري إِلَى دمشق بِطَلَب الْأَمِير تنكز لَهُ وَكَانَت إِقَامَته فِي كشف الْوَجْه البحري سنة سَار فِيهَا سيرة سيئه. وَفِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشرى ربيع الآخر: سقط بِمصْر والقاهرة مطر عَظِيم مُدَّة سِتَّة أَيَّام فتهدم مِنْهُ عدَّة أَمَاكِن وسال الْجَبَل وأعقب الْمَطَر رياحاً عَاصِفَة وَاشْتَدَّ الْبرد بِخِلَاف الْعَادة وَسقط الثَّلج بسبخة بردويل حَتَّى جهلت الطَّرِيق وَسقط بِمصْر ثلج كثير وحصا فِيهِ مَا يزن سِتَّة عشر درهما وَأكْثر إِلَى ثَمَانِيَة وَعشْرين درهما. وَاشْتَدَّ الرّيح بِنَاحِيَة دمياط فِي بَحر الْملح حَتَّى غلب على النّيل وَوصل المَاء إِلَى شار مساح وَفَارِس كور. وفيهَا كثر تسخير النَّاس للْعَمَل فِي عمائر السُّلْطَان بالقلعة وَقبض عَلَيْهِم من بَين القصرين وهم نيام وَمن أَبْوَاب الْجَوَامِع عِنْد خروحهم من صَلَاة الصُّبْح فابتلي من ذَلِك ببلاء عَظِيم وَكَثُرت الغاثة فَلم يَجْسُر أحد من الْأُمَرَاء يكلم السُّلْطَان فِيهِ. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رابعه: خلع عَليّ عَلَاء الدّين عَليّ بن محيي الدّين يحيى بن فضل الله وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن أَبِيه بعد وَفَاته وَركب مَعَه الْحَاجِب أَمِير مَسْعُود والدواداو طاجار إِلَى دَاره.
(وَفِي ثَانِي عشرى رَمَضَان)
قدمت الْحرَّة بنت السُّلْطَان أبي الْحسن عَليّ بن عُثْمَان ابْن يَعْقُوب المريني صَاحب فاس تُرِيدُ الْحَج وَمَعَهَا جمع كَبِير وهدية جليلة إِلَى الْغَايَة نزل لحملها من الإسطبل السلطاني ثَلَاثُونَ قطاراً من بغال النَّقْل سوى الْجمال وَكَانَ