وفيهَا عزل الضياء من حسبَة الْقَاهِرَة بسعاية النشو بِهِ ورميه لَهُ بمحبة الْأَحْدَاث وخلع على الشريف شرف الدّين عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد نقيب الْأَشْرَاف وَاسْتقر عوضه بَعْدَمَا أَقَامَت الْقَاهِرَة أَيَّامًا بِغَيْر محتسب. وفيهَا أفرج عَن الْأَمِير آقسنقر شاد العمائر من حَبسه بحلب وأنعم عَلَيْهِ بطلبخاناه فِي دمشق بعناية الْأَمِير قوصون. وفيهَا قدم الْبَرِيد بِأَن جَبَّار بن مهنا توجه فِي جماعته إِلَى بِلَاد الشرق وَصَارَ فِي جملَة الشَّيْخ حسن الْكَبِير بِسَبَب أَنه لما قدم بهديته إِلَى السُّلْطَان لم يجد مِنْهُ إقبالاً فَكتب إِلَّا إخْوَته بترجيعه إِلَى الْبِلَاد. وفيهَا قدم الْبَرِيد بِأَن الشَّيْخ حسن الْكَبِير قد جمع العساكر لمحاربة أرتنا صَاحب بِلَاد الرّوم وَأَن جَبَّار بن مهنا الْتزم لَهُ بِجمع الْعَرَب وَأَنه كتب لَهُ تقليداً بالإمرة على الْعَرَب. فَقدم بعد ذَلِك كتاب أرتنا وَمَعَهُ هَدِيَّة وَيسْأل فِيهِ أَن يكون نَائِب السُّلْطَان فِي بِلَاد الرّوم وَأَنه يضْرب السِّكَّة باسمه وَيُقِيم دَعوته على منابره. فَخلع على رسله وأنعم عَلَيْهِم وَكتب لَهُ تَقْلِيد بنيابة الرّوم من انشاء الشريف شهَاب الدّين الْحُسَيْن ابْن قَاضِي الْعَسْكَر. وَكَانَ الْحَامِل لِابْنِ أرتنا على ذَلِك أَنه عظم شَأْنه بِبِلَاد الرّوم وكثف جمعه حَتَّى خافه الشَّيْخ حسن الْكَبِير أَن ينْفَرد بمملكة الرّوم فَأخذ فِي التأهب لمحاربته. وَكَانَ ابْن دلغادر قد تمكن بأراضي أبلستين وَكَثُرت زراعاته بهَا وَأخذ يتخطف من أَطْرَاف الرّوم فخشى أرتنا مِنْهُ أَن ينازعه فِي مملكة الرّوم أَو يكون مَعَ الشَّيْخ حسن الْكَبِير فَرَأى الاتجاه إِلَى السُّلْطَان أقوى لَهُ وَأسلم فَإِنَّهُ إِمَّا يمده بعسكر يتقوى بِهِ على أهل الشرق أَو يأوي إِلَى بِلَاده إِن انهزم. وفيهَا بلغ النشو أَن النَّاس يَجْتَمعُونَ إِلَى الوعاظ بالجامع الْأَزْهَر وجامع الْحَاكِم وَغير ذَلِك وَيدعونَ الله عَلَيْهِ. فَلم يزل النشو بالسلطان حَتَّى منع الوعاظ بأجمعهم من الْوَعْظ وَأخرج رجلا كردياً كَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد إِلَى الشَّام. وفيهَا قدم الْمجد السلَامِي من الشرق صُحْبَة رسل الشَّيْخ حسن الْكَبِير باستدعاء السُّلْطَان لَهُ وَقد كلفه الشَّيْخ أَن يقوم لَهُ بِالصُّلْحِ بَينه وَبَين السُّلْطَان وجهز مَعَه هَدِيَّة جليلة. وفيهَا قدم نَاصِر الدّين خَليفَة بن خواجا عَليّ شاه وَزِير أبي سعيد فَأكْرمه السلطالن وأنعم عَلَيْهِ وَأخرج لَهُ راتباً بِدِمَشْق ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بتقدمة ألف بهَا عوضا عَن برسبغا العادلي وأنعم على برسبغا بتقديمة آقول الْحَاجِب بعد مَوته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute