وَفِيه أحضر الْأَمِير بدر الدّين بكتوت العلائي من حمص إِلَى الْقَاهِرَة، وَتوجه الْأَمِير حسام الدّين سنقر الحسامي بتقليد الْأَمِير حسام الدّين لاجين نَائِب الشَّام واستمراره على عَادَته، فوصل فِي ثامن عشرَة. وَفِي هَذِه السّنة: أَكثر السُّلْطَان من تَفْرِقَة الْأَمْوَال، وأبطل عدَّة حوادث، وَمِنْهَا مَا كَانَ قد تجدّد على الْغلَّة بِبِلَاد الشَّام، وسامح مَا تَأَخّر من الْبَوَاقِي بِأَرْض مصر وَالشَّام.
وَمَات فِيهَا من الْأَعْيَان
فاضي الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي، عَن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة بِدِمَشْق. وَتُوفِّي قَاضِي الشَّافِعِيَّة بحلب مجد الدّين أَبُو الْفِدَاء إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن مكي، عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة بِدِمَشْق. وَتُوفِّي رشيد الدّين أَبُو حَفْص عمر بن إِسْمَاعِيل ابْن مَسْعُود الفارقاني الشَّافِعِي، عَن تسعين سنة، خَارج دمشق مختوقا. وَتُوفِّي عز الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن سعيد الدَّمِيرِيّ الديريني الشَّافِعِي. وَتُوفِّي فَخر الدّين أَبُو الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عز الْقُضَاة، بِدِمَشْق عَن سِتِّينَ سنة. وَتُوفِّي الْمُحدث شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن أبي بكر بن الْمُحدث الرَّسْعَنِي الْحَنْبَلِيّ، غريقاً بنهر الْأُرْدُن، وَهُوَ عَائِد من مصر لدمشق، عَن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة. وفيهَا كَانَت حخرب بَين أَمِير الركب الفارقاني وَبَين أهل مَكَّة عِنْد وُرُود الثَّنية، قتل فِيهِ رجل من بني حسن، ثمَّ قدم أَبُو خرص يبشر بسلطة الْأَشْرَف خَلِيل، فَكَانَت وقْعَة أُخْرَى بعد الْحَج، فبادر الْحجَّاج إِلَى الرحيل وَخَرجُوا سَالِمين.