للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة اثْنَتَيْ عشر وَسَبْعمائة)

فِيهَا انْتَهَت عمَارَة الْجَامِع الْجَدِيد الناصري بساحل مصر فَنزل السُّلْطَان إِلَيْهِ ورتب فِيهِ قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد بن جمَاعَة الشَّافِعِيَّة خَطِيبًا ورتب فِيهِ أَرْبَعِينَ صوفياً فِي سطحه وَأَرْبَعين صوفياً بداخله ورتب لكل مِنْهُم الْخبز وَاللَّحم فِي الْيَوْم. ومبلغ خَمْسَة عشر درهما فِي الشَّهْر وَجعل شيخهم قوام الدّين الشِّيرَازِيّ ووقف السُّلْطَان عَلَيْهِ قيسارية العنبر بِالْقَاهِرَةِ وَعمر لَهُ ربعا وحماماً وَأقَام لَهُ خَطِيبًا. وَأول صَلَاة صليت بِهِ ظهر يَوْم الْخَمِيس ثامن صفر بإمامة الْفَقِيه تَاج الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن الشَّيْخ مرهف وخطب فِيهِ من الْغَد يَوْم الْجُمُعَة تاسعه قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد بن جمَاعَة. فحكر النَّاس حوله وبنوا الدّور وَغَيرهَا. وَقدم الْبَرِيد من حلب بعبور قرا سنقر وَمن مَعَه من الْأُمَرَاء إِلَى بِلَاد التتر وَأَنَّهُمْ بعثوا بأولادهم وحريمهم إِلَى مصر. وَكَانَ من خبرهم أَنهم لما وصلوا إِلَى الرحبة انْقَطع كثير مِمَّن تَبِعَهُمْ من المماليك والتركمان فَبعث قرا سنقر وَلَده الْأَمِير فرج وَبعث الأفرم وَلَده مُوسَى مَعَ بعض من يوثق بِهِ وأمرا بتقبيل الأَرْض بَين يَدي السُّلْطَان وَأَن يبلغاه أَن الْأُمَرَاء مَا حملهمْ على دُخُول بِلَاد الْعَدو إِلَّا الْخَوْف وَأَن الْأَوْلَاد والحريم وداعه فَلْيفْعَل السُّلْطَان مَعَهم مَا يَلِيق بِهِ فَقدما إِلَى الْقَاهِرَة وبقيا فِي الْخدمَة. وَسَار الْأُمَرَاء إِلَى ماردين وَكَتَبُوا إِلَى خربندا بقدومهم فَبعث أكَابِر الْمغل إِلَى لقائهم وَتقدم إِلَى وُلَاة الْأَعْمَال بخدمتهم وَالْقِيَام لَهُم. بِمَا يَلِيق بهم. فَلَمَّا قاربوا الأرد وَركب خربندا وتلقاهم وترجل لَهُم لما ترجلوا لَهُ وَبَالغ فِي إكرامهم وَسَار بهم إِلَى مخيمه وأجلسهم مَعَه على التخت وَضرب لكل مِنْهُم خركاه ورتب لَهُم الرَّوَاتِب السّنيَّة. ثمَّ استدعاهم بعد يَوْمَيْنِ واختلا بقرًا سنقر فَحسن لَهُ عبور الشَّام وَضمن لَهُ تَسْلِيم الْبِلَاد بِغَيْر قتال ثمَّ خلا بالأفرم فَحسن لَهُ أَيْضا أَخذ الشَّام إِلَّا أَنه خيله من قُوَّة السُّلْطَان وَكَثْرَة عساكره. فأقطع خربندا مراغة لقرا سنقر وأقطع همذان للأفرم واستمروا هَكَذَا. وَفِي يَوْم الْأَحَد عَاشر ربيع الأول: قبض السُّلْطَان على القَاضِي فَخر الدّين مُحَمَّد ابْن فضل الله نَاظر الْجَيْش وعَلى وَلَده شمس الدّين: وَسبب ذَلِك مُفَاوَضَة حصلت بَينه وَبَين

<<  <  ج: ص:  >  >>