للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة)

فِي الْمحرم: بعث السُّلْطَان الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي والأمير شهَاب الدّين بوزيا فِي عدَّة من الْعَسْكَر وَرِجَال جبلية فَقطعُوا أقصاب الفرنج وعادوا إِلَى صفد. وَفِيه قدمت نجدة للفرنج من قبرص وعدتها نَحْو ألف وَمِائَة فَارس وأغاروا على بلد طبرية فَخرج الْعَسْكَر إِلَى عكا وواقع الفرنج فَقتلُوا مِنْهُم كثيرا وَانْهَزَمَ الْبَاقِي إِلَى عكا وَعمل فِيهَا عزاء من قتل. وَفِي ثَانِيَة: خرج السُّلْطَان من دمشق بعساكره إِلَى الفوار يُرِيد الديار المصرية وَسَار مِنْهُ جَرِيدَة إِلَى الكرك وَنزل ببركة زيزاء وَركب ليتصيد فتقطر عَن فرسه فِي ثامنه وَتَأَخر هُنَاكَ أَيَّامًا حَتَّى صلح مزاجه وَأكْثر من الإنعام على جَمِيع عساكره وأمرائه بِجَمِيعِ كلفهم من غلات الكرك وَعم بذلك الْخَواص وَالْكتاب وَفرق فيهم جملا كَثِيرَة من المَال. واستدعى السُّلْطَان أُمَرَاء غَزَّة وَأحسن إِلَيْهِم وَطلب الْأَمِير عز الدّين أيدمر نَائِب الكرك وَأَعْطَاهُ ألف دِينَار وخلع عَلَيْهِ وسير الْخلْع إِلَى أهل الكرك ثمَّ سَار فِي محفة على أَعْنَاق الْأُمَرَاء والخواص إِلَى غَزَّة وَسَار مِنْهَا إِلَى بلبيس فَتَلقاهُ ابْنه بركَة فِي ثَالِث صفر وَمَعَهُ الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ وزينت الْقَاهِرَة فَلم يزل السُّلْطَان موعوكا إِلَى غرَّة شهر ربيع الأول فَركب الْفرس وَضربت البشائر لعافيته وَسَار إِلَى بَاب النَّصْر فَأَقَامَ هُنَاكَ إِلَى خامسه. وَصعد السُّلْطَان إِلَى القلعة وَقدم عَلَيْهِ رَسُول التكفور هيتوم صَاحب سيس يشفع. فِي وَلَده للسُّلْطَان ففك قَيده فِي ثَانِي عشريه وَكتب لَهُ موادعة على بِلَاده إِلَى سنة وَركب مَعَ السُّلْطَان لرماية البندق فِي بركَة الْجب. وَفِي آخر ربيع الأول: بعث السُّلْطَان الأتابك فَارس الدّين أقطاي المستعرب والصاحب فَخر الدّين مُحَمَّد بن الصاحب بهاء الدّين بن حنا لكشف مَكَان يعمله جَامعا بالحسينية. فسارا واتفقا على مناخ الْجمال السُّلْطَانِيَّة فَلَمَّا عادا قَالَ السُّلْطَان: لَا وَالله لَا جعلت الْجَامِع مَكَان الْجمال وَأولى مَا جعلت ميداني الَّذِي أَلعَب فِيهِ الكرة

<<  <  ج: ص:  >  >>