(سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة)
فِي الْمحرم: عدى السُّلْطَان والأمير يَلْبغا النّيل إِلَى بر الجيزة وخيم قَرِيبا من الأهرام وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ: رَابِع عشر صفر قدم قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين أَحْمد بن السُّبْكِيّ على الْبَرِيد من دمشق باستدعاء فَاجْتمع بالسلطان والأمير يلبغا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة. وَفِي تَاسِع عشر شهر ربيع الأول: عَاد السُّلْطَان من السرحة بالجيزة وَمَعَهُ الْأَمِير يَلْبُغَا. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشرينه: خلع على تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن السُّبْكِيّ وأعيد إِلَى قَضَاء دمشق وخلع على أَخِيه بهاء الدّين وأعيد إِلَى إِفْتَاء دَار الْعدْل وَبَقِيَّة وظائفه. وخلع على الْأَمِير وَفِي جُمَادَى الأولى: فَشَتْ الطواعين والأمراض الحادة فِي النَّاس بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَعَامة الْوَجْه البحري وتزايد حَتَّى بلغ فِي شهر رَجَب عدَّة من يَمُوت فِي الْيَوْم ثَلَاثَة آلَاف. وَلم تزل الْأَمْرَاض بِالنَّاسِ إِلَى شهر رَمَضَان. وَقدم الْخَبَر بِوُقُوع الوباء بِدِمَشْق وغزة وحلب وَعَامة بِلَاد الشَّام فَهَلَك فِيهِ خلائق كَثِيرَة جدا وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشر شعْبَان: اقْتضى رأى الْأَمِير يَلبغَا خلع السُّلْطَان فوافقه الْأُمَرَاء على ذَلِك فخلعوه من الْغَد لاختلال عقله وسجنوه بِبَعْض الدّور السُّلْطَانِيَّة من القلعة فَكَانَت مُدَّة سلطنته سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام لم يكن لَهُ سوى الِاسْم فَقَط السُّلْطَان زين الدّين أَبُو الْمَعَالِي السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف زين الدّين أَبُو الْمَعَالِي شعْبَان بن الأمجد حُسَيْن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون ولي السلطنة وعمره عشر سِنِين وَلم يل أحد من بني قلاوون وَا بوه لم يل السلطنة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute