(سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة)
فِي أول الْمحرم: أحيط بحواصل الْأَمِير ألماس الحاحب وَكَانَ قبض عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه الْأَمِير قرا وَسبب التَّغَيُّر على ألماس أَنه كَانَ نَائِب الْغَيْبَة مُدَّة سفر السُّلْطَان بالحجاز وَسكن فِي دَار النِّيَابَة بالقلعة وَسكن الْأَمِير أقبغا عبد الْوَاحِد دَاخل بَاب الْقلَّة من القلعة فحفظ أقبغا عَلَيْهِ أَشْيَاء غير بهَا قلب السُّلْطَان لوجدة كَانَت بَينه وَبَين ألماس: مِنْهَا أَنه كَانَ يتراسل هُوَ والأمير جمال الدّين آقوش الْمَعْرُوف بنائب الكرك لميل كل مِنْهُمَا إِلَى الآخر وَمِنْهَا كَثْرَة أَفعَال ألماس للأمور القبيحة من انهماكه فِي الْميل إِلَى الْأَحْدَاث وإسرافه فِي ذَلِك حَتَّى إِنَّه كَانَ بجوار دَار النِّيَابَة مَسْجِد فَفتح مِنْهُ بَابا وَصَارَ يعبر بالأحداث من ذَلِك إِلَيْهِ وَاشْتَدَّ شغفه بِغُلَام يدعى عُمَيْر من أَوْلَاد الحسينية وَأكْثر من النُّزُول من القلعة وَجمع الأويراتية مَعَ الْمَذْكُور للشُّرْب هَذَا مَعَ مَا حفظ عَلَيْهِ من الْكَلَام السيء فِي وَقت الإرجاف بالسلطان وَهُوَ مُسَافر وَكَثْرَة مَاله وتنميته من وُجُوه مُنكرَة فَإِنَّهُ غرس بساتين بناحيتي بهواش والنعناعية من المنوفية وجلب عددا كثيرا من الْخَنَازِير وسمنهم بهَا وباعهم على الفرنج بِبَضَائِع وَحمل سِلَاحا كثيرا إِلَى بِلَاد الشرق تعوض بِهِ أصنافاً للمتجر فاتسعت أَمْوَاله وتكثر بهَا وَقَالَ غير مرّة لِلْأُمَرَاءِ: عِنْدِي الذَّهَب وَالدَّرَاهِم وَمن فِيكُم مثلي وَزَاد فِي هدا الْمَعْنى وأقبغا عبد الْوَاحِد يضْبط عَلَيْهِ مساوئه وَيسْعَى بِهِ إِلَى السُّلْطَان حَتَّى غَيره عَلَيْهِ. وَيُقَال أَن السُّلْطَان وجد فِيمَا خَلفه الْأَمِير بكتمر الساقي جزدان فِيهِ كتب من جُمْلَتهَا كتاب ألماس إِلَيْهِ يتَضَمَّن أنني أحفظ لَك القلعة حَتَّى يرد على لَك مَا أعتمده فَلم يصبر لَهُ السُّلْطَان على هَذَا. وَلما قَبضه السُّلْطَان وَقبض على أَخِيه قرا وَكَانَ ظَالِما غشوماً خماراً نزل النشو وَابْن هِلَال الدولة وَشَاهد الخزانة لضبط موجوده فَوجدَ لَهُ سِتّمائَة ألف دِرْهَم فضَّة وَمِائَة ألف دِرْهَم فلوس وَأَرْبَعَة أُلَّاف دِينَار مصرية وَثَلَاثُونَ حياصة ذهب كَامِلَة بكلفتاتها الذَّهَب وخلعها الْحَرِير وَبَعض جَوْهَر وعدة أَشْيَاء ثمينة وَقبض
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute