للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على عبد لَهُ رباه صَغِيرا فعاقبه السُّلْطَان حَتَّى اعْترف على كل من كَانَ يحضر إِلَيْهِ من الْأَحْدَاث وَغَيرهم. وَفِيه قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا بقتل ياسور أحد مُلُوك الْمغل وَقت رمي الجمرات. وَكَانَ من خَبره أَن ملك الشرق أَبَا سعيد بن خربندا لما قتل جوبان أَرَادَ إِقَامَة ياسور لِأَنَّهُ من عُظَمَاء القان فخوف من شجاعته وَأَن جوبان كَانَ يُرِيد إِقَامَته فِي الْملك فنفر مِنْهُ أَبُو سعيد ثمَّ إِنَّه استأذنه فِي الْحَج فَأذن لَهُ وَقَامَ لَهُ بِمَا يَلِيق بِهِ. ثمَّ طلب أَبُو سعيد الْمجد السلَامِي وَكتب إِلَى السُّلْطَان يعرفهُ بِأَمْر ياسور ويخوفه مِنْهُ أَن يجْتَمع عَلَيْهِ الْمغل ويسأله قَتله. فَدفع السلَامِي كتاب أبي سعيد إِلَى مَمْلُوكه قطلوبك السلَامِي فَقدم على السُّلْطَان أول ذِي الْقعدَة من السّنة الْمَاضِيَة فأركبه السُّلْطَان النجيب فِي عاشره إِلَى مَكَّة وَمَعَهُ كتاب إِلَى الْأَمِير برسبغا الْحَاجِب وَقد حج من مصر بِطَلَب الشريف رميثه وموافقته سرا على قتل ياسور فَقدم قطلوبك مَكَّة أول ذِي الْحجَّة فَلم يُوَافق رميثة على ذَلِك وَاعْتذر بالخوف. فأعد برسبغا بعض نجابته من العربان لذَلِك ووعده بِمَا مَلأ عينه. فَلَمَّا قضى الْحَاج النّسك من الْوُقُوف والنحر وَركب ياسور فِي ثَانِي يَوْم النَّحْر لرمي الْجمار ركب برسبغا أَيْضا فعندما قَارب ياسور الْجَمْرَة وثب عَلَيْهِ النجاب وضربه فَأَلْقَاهُ إِلَى الأَرْض وهرب نَحْو الْجَبَل فَتَبِعَهُ مماليك برسبغا وقتلوه أَيْضا خشيَة من أَن يعْتَرف عَلَيْهِ. فاضطرب حجاج الْعرَاق وَركبت فرسانهم وَأخذُوا ياسور قَتِيل فِي دمائه وَسَارُوا إِلَى برسبغا منكرين مَا حل بِصَاحِبِهِمْ فتبرأ برسبغا من ذَلِك وَأظْهر الترغم لَهُ وَقرر عِنْدهم. أَن هَذَا الَّذِي قتل هُوَ من لَهُ عَلَيْهِ ثأر أَو أحد غُرَمَائه وَإِنَّكُمْ كفيتم أمره فَإِنِّي أخذت لكم بثأره وَقتل قَاتله. فانصرفوا عَنهُ وَفِي نُفُوسهم مِنْهُ شَيْء ومازالو لَهُ بالمرصاد وَهُوَ مِنْهُم مُحْتَرز مِنْهُم حَتَّى افترق ركب الْحَاج الْعِرَاقِيّين من المصريين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فأمن برسبغا على نَفسه وَتقدم الْحَاج إِلَى السُّلْطَان مَعَ المبشرين. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشرى ربيع الآخر: خلع على الْأَمِير سيف الدّين جاريك المهندار وَاسْتقر حاجباً وترتب عوضه مهمندارا الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الأحمدي شاد الشَّرَاب خاناه. وَفِي عشرى رَجَب: خلع على الْأَمِير سيف الدّين مَحْمُود بن خطير أَخُو الْأَمِير بدر

<<  <  ج: ص:  >  >>