للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة)

فِي أول الْمحرم: قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا أَن الشريف ثقبة لما نزل بطن مر وتدم إِلَى مَكَّة متسفر الْحَاج حسام الدّين لاجين وَعرف الشريف عجلَان بانفراد أَخِيه ثقبة بالإمرة امْتنع الشريف عجلَان من تَسْلِيمه مَكَّة. وَعَاد حسام الدّين إِلَى ثقبة فأقاما حَتَّى قدم الْحَاج صُحْبَة الْأَمِير طيبغا المجدى. فَتَلقاهُ ثقبة وَطلب مِنْهُ أَن يحارب مَعَه عجلَان فَلم يُوَافقهُ على محاربته فأسمعه مَا لَا يَلِيق وهدده أَنه لَا يُمكن الْحَاج من دُخُول مَكَّة. وَقَامَ ثقبة عَنهُ وَقد اشْتَدَّ غَضَبه وألبس من مَعَه من العربان وَغَيرهم السِّلَاح. فَاجْتمع أَمِير الركب وقاضي الْقُضَاة عز الدّين بن جمَاعَة - وَكَانَ قد توجه صُحْبَة الركب لِلْحَجِّ - واتفقا على إرْسَال الحسام إِلَى عجلَان وَمَعَهُ ابْن جمَاعَة. فجرت لَهُم مَعَه منازعات آخرهَا أَن تكون الإمرة شركَة بَينه وَبَين أَخِيه ثقبة. وعادا إِلَى بطن مر وقررا ذَلِك مَعَ ثقبة حَتَّى رَضِي وَسَارُوا جَمِيعًا إِلَى مَكَّة. فَتَلقاهُمْ عجلَان على الْعَادة وأنصف ثقبة وأنعم عَلَيْهِ بسبعين ألف دِرْهَم. وَكَانَت الوقفة بِعَرَفَة يَوْم الْجُمُعَة وجاور قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين بن جمَاعَة. وَلَقي الْحَاج من عبيد مَكَّة شرا كثيرا. وَفِيه قدم الْخَبَر أَن الْمُجَاهِد قدم إِلَى تعز فِي ثامن عشري ذِي الْحجَّة الْمَاضِيَة وَاسْتولى على ملكه. وَكَانَت أمه قد ضبطت الْبِلَاد فِي غيبته وأنفقت عِنْد قدومها مائَة ألف دِينَار للشريف الزيدي صَاحب صنعاء وَلأَهل الْجبَال ولأكابر المملكة حَتَّى أَقَامَت ابْن الْمُجَاهِد واسْمه الصَّالح. ثمَّ قبضت عَلَيْهِ وساست الْأُمُور ووفت مَا اقترضه الْمُجَاهِد من التُّجَّار. بِمصْر. وَفِيه قدم الْأَمِير أزدمر الْأَعْمَى الكاشف والأمراء من بِلَاد الصَّعِيد فَركب الأحدب وكبس نَاحيَة طما على بني هِلَال وَقتل مِنْهُم جمَاعَة وَنهب مَا وجد. فَتوجه إِلَيْهِم الْأَمِير بلبان السناني الأستادار. بمضافيه والأمير قمارى الْحَمَوِيّ الحاحب وعدة من أَوْلَاد الْأُمَرَاء فِي مستهل صفر ليقيموا حَتَّى يتم قبض الْمغل. وَفِيه اسْتَقر ابْن عقيل فِي ولَايَة البهنسي وَاسْتقر بيبغا الشمسي فِي ولَايَة إطفيح. وكانتا مَعَ أسندمر مَمْلُوك أزدمر الْأَعْمَى الكاشف فَعَادَت العربان بعد عزل أسندمر إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ من الْفساد.

<<  <  ج: ص:  >  >>