للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشر ربيع الأول: قدم الْأَمِير أيتمش الناصري من سجن الْإسْكَنْدَريَّة وَخرج من الْقَاهِرَة فِي يَوْم السبت ثَالِث عشرَة إِلَى صفد بطلانا. وَفِي حادي عشريه: نفي الْأَمِير قردم أَمِير آخور إِلَى صفد ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإقطاع يلك الحسني الأرغوني الْحَاجِب وَأَن يحضر يلك إِلَى مصر فَلَمَّا حضر يلك هَذَا - وَيعرف بيلك الشّحْنَة - أنعم عَلَيْهِ بإقطاع قردم. وَفِيه اسْتَقر يلك الحسني الأرغوني الحاحب أَمِير آخور عوضا عَن قردم على إقطاعه وَهُوَ حاحب. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشريه: أخرج الْأَمِير ألطنبغا العلائي شاد الشرابخاناه إِلَى حلب. وَفِي هَذَا الشَّهْر: شرع الْأَمِير طاز فِي عمَارَة قصر وإسطبل تجاه حمام الفارقاني بجوار الْمدرسَة البندقدارية وَأدْخل فِيهِ عدَّة أَمْلَاك. وَتَوَلَّى عِمَارَته الْأَمِير منجك وَحمل إِلَيْهَا الْأُمَرَاء وَغَيرهم من الرخام وآلات الْعِمَارَة شَيْئا كثيرا. وَفِيه ابْتَدَأَ الْأَمِير صرغتمش عمَارَة إصطبل الْأَمِير بدرجك بجوار بِئْر الوطاويط قَرِيبا من الْجَامِع الطولوني وَأدْخل فِيهِ عدَّة دور وَحمل إِلَيْهِ النَّاس مَا يحْتَاج اليه من الرخام وَغَيره. وَفِيه عوفي الْأَمِير قبلاي النَّائِب وَركب الموكب. وَكَانَ مُنْذُ اسْتَقر فِي النِّيَابَة مَرِيضا بوجع المفاصل لم يركب فرسا وَإِنَّمَا يجلس فِي شباك النِّيَابَة للْحكم بَين النَّاس. ومشت فِي ولَايَته المقايضات والنزولات عَن الإقطاعات فَزَاد فَسَاد الأجناد بِكَثْرَة دُخُول أَرْبَاب الصَّنَائِع فيهم. وفحش ذَلِك حَتَّى نزل مقدمو الْحلقَة عَن التقدمة وَقَامَ جمَاعَة نَحْو الثلاثمائة رجل عرفُوا بالمهيسين على الإقطاعات وصاروا يطوفون على الأجناد ويبذلون لَهُم الرغبات فِي النُّزُول عَن إقطاعاتهم. وَفِيه خلع على الْأَمِير صرغتمش وَاسْتقر رَأس نوبَة كَبِير فِي رُتْبَة الْأَمِير شيخو بِاخْتِيَارِهِ. وَجعل إِلَيْهِ التَّصَرُّف فِي أُمُور الدولة كلهَا من الْولَايَة والعزل وَالْحكم مَا عدا مَال الْخَاص فَإِن الْأَمِير شيخو متحدث فِيهِ وَمَا عدا أُمُور الوزارة. فقصده النَّاس وَكَثُرت مهابته وعارض الْأُمَرَاء فِي جَمِيع أفعالهم. وَأَرَادَ صرغتمش أَلا يعْمل شَيْء إِلَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>