للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من بَابه وبإشارته فان تحدث غَيره فِي عزل أَو ولَايَة غضب وأبطل مَا تحدث فِيهِ وأخرق بِصَاحِبِهِ. وَفِيه اجْتمع الْأُمَرَاء على استبداد السُّلْطَان بِالتَّصَرُّفِ وَأَن يكون مَا يرسم بِهِ على لِسَان الْأَمِير صرغتمش رَأس نوبَة. وَفِيه قدم الْخَبَر من مَكَّة بِأَن الأسعار بهَا غلت حَتَّى بلغ الأردب الْقَمْح ثَلَاثمِائَة دِرْهَم وَالشعِير مِائَتي دِرْهَم والراوية المَاء بأَرْبعَة دَرَاهِم مسعودية فأغاثهم الله تَعَالَى فِي أول يَوْم من الْمحرم. بمطر اسْتمرّ ثَلَاثَة أَيَّام فانحل السّعر وأبيع الأردب الْقَمْح بِمِائَة وَخمسين درهما والراوية المَاء بِنصْف وَربع مسعودي لجَرَيَان مَاء عين جوبان. وَفِيه قدم الْخَبَر بِنفَاق عرب الصَّعِيد ونهبهم سقط ميدان وَقتل أَهلهَا وَنهب بِلَاد سودى بن مَانع وَأَن أهل منفلوط رجموا الْوَالِي. فألزم الْأَمِير أزدمر الْأَعْمَى الكاشف بِالْخرُوجِ إِلَيْهِم وأنعم عَلَيْهِ بِأَلف أردب شعير وَأَرْبَعين ألف دِرْهَم قبضهَا وسافر. وَفِيه قدم الْخَبَر أَن طَائِفَة الزيلع كَانَت عَادَتهم حمل قطيعة فِي كل سنة إِلَى ملك الْحَبَشَة من تقادم السنين. فَقَامَ فِيهَا عبد صَالح ومنعهم من الْحمل وشنع عَلَيْهِم إعطاءهم الْجِزْيَة وهم مُسلمُونَ لنصراني ورد رَسُول ملك الْحَبَشَة. فشق ذَلِك على ملك الْحَبَشَة وَخرج بعساكره ليقْتل الزيلع عَن آخِرهم. فَلَمَّا صَار على يَوْم مِنْهُم قَامَ العَبْد الصَّالح تِلْكَ اللَّيْلَة يسْأَل الله تَعَالَى كِفَايَة أَمر الحبشي فَاسْتَجَاب دعاءه. وعندما ركب ملك الْحَبَشَة بكرَة النَّهَار أظلم الجو - حَتَّى كَاد الرجل لَا يرى صَاحبه - مِقْدَار سَاعَة ثمَّ انقشع الظلام وأمطرت السَّمَاء عَلَيْهِم مَاء متغير اللَّوْن بحمرة وأعقبه رمل أَحْمَر امْتَلَأت مِنْهُ أَعينهم ووجوههم وَنزل من بعده حيات كَبِيرَة جدا فقتلت مِنْهُم عَالما كثيرا. فَعَاد بَقِيَّتهمْ من حَيْثُ أَتَوا وَهلك فِي عودهم معظمهم دوابهم وَكثير مِنْهُم. وَفِيه تزايد تسلط الْأَمِير صرغتمش رَأس نوبَة وَكثر ترفعه. فتنكر لَهُ الْأُمَرَاء وَكَثُرت الأراجيف بِوُقُوع الْفِتْنَة بَينهم وإعادة النَّاصِر حسن ومسك شيخو وطاز وَانْفَرَدَ صرغتمش بِالْكَلِمَةِ فقلق طاز - وَكَانَ حاد الْخلق - وهم بالركوب فَمَنعه

<<  <  ج: ص:  >  >>