للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيخو فاحترز طاز وشيخو. وَأخذ صرغتمش فِي التبرئ مِمَّا رمى بِهِ وَحلف للأمير شيخو والأمير طاز فَلم يصدقهُ طاز وهم بِهِ. فَقَامَ شيخو قيَاما كَبِيرا حَتَّى أصلح بَينهمَا وَأَشَارَ على طاز بالركوب إِلَى عمَارَة صرغتمش فَركب إِلَيْهِ وتصافيا. وَفِيه خلع على جرجى الدوادار وَاسْتقر حاجبا عوضا عَن طشتمر القاسمي باستعفائه. وَفِيه ركب الْأَمِير ضروط الْبَرِيد لطلب جمال وهجن للسُّلْطَان من الْأَمِير فياض بن مهنا فَإِن جمال السُّلْطَان قلت بِحَيْثُ أَنه لما خرج إِلَى السرحة اكترى لَهُ جمالا كَثِيرَة لحمل ثقله وَمنع أَمِير آخور الْكتاب والموقعين وَغَيرهم مِمَّا جرت بِهِ عَادَتهم من حمل أثقالهم على جمال السُّلْطَان. وَفِيه قدم الْخَبَر بفتنة الفرنج الجنوية والبنادقة وَكَثْرَة الحروب بَينهم من أول الْمحرم إِلَى آخر ربيع الآخر. فَقل الْوَاصِل من بِلَاد الفرنج إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَعز وجود الْخشب وغلا وَتعذر وجود الرصاص والقصدير والزعفران. وَبلغ الْمَنّ بعد مِائَتي دِرْهَم إِلَى خَمْسمِائَة وَلم يعْهَد مثل ذَلِك فِيمَا سلف. ثمَّ قدم الْخَبَر بِأَن البنادقة انتصرت على الجنوية وَأخذت لَهُم وَاحِدًا وَثَلَاثِينَ غراباً بعد قتل من بهَا. وَفِيه قدم الشَّيْخ أَحْمد الزرعي من الشَّام فَبَالغ الْأَمِير شيخو والأمير طاز فِي إكرامه. وَفِيه قدمت رسل الْأَشْرَف دمرداش بن جوبان صَاحب توريز بكتابه يخبر أَنه قد حسن إِسْلَامه هُوَ وأخوته وأقاربه وَالْتزم سيرة الْعدْل فِي رَعيته وَترك ظلمهم. وشكا الْأَشْرَف دمرداش من كَثْرَة الِاخْتِلَاف بَينهم حَتَّى هلك رَعيته وَطلب أَن يبْعَث إِلَيْهِ. مِمَّن نزح عَن بِلَاده من التُّجَّار وَكتب إِلَيْهِم أَمَانًا وَأَن أرتنا نَائِب الرّوم قد أفسد بِلَاده وَمنع التُّجَّار أَن تسير إِلَيْهِم وَطلب أَلا يدْخل السُّلْطَان بَينهمَا. وَكَانَ قد قدم إِلَى مصر وَالشَّام فِي هَذِه السّنة وَمَا قبلهَا كثير من تجار الْعَجم لسوء سيرة الْوُلَاة فيهم فَعرض عَلَيْهِم أَمَان الْأَشْرَف دمرداش فَلم يوافقوا على الْعود إِلَى بِلَاده. وَفِيه رسم للأمير جرجي الْحَاجِب أَن يتحدث فِي أَمر أَرْبَاب الدِّيوَان ويفصلهم من غرمائهم بِأَحْكَام السياسة وَلم يكن عَادَة الْحجاب فِيمَا تقدم أَن يحكموا فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة فاستمر ذَلِك فِيمَا بعد. وَكَانَ سَبَب ذَلِك وقُوف تجار الْعَجم بدار الْعدْل وَذكروا أَنهم لم يخرجُوا من بِلَادهمْ إِلَّا لما نزل بهم من جور التتار وَأَنَّهُمْ باعوا بضائعهم لعدة من تجار الْقَاهِرَة فأكلوها عَلَيْهِم وَأَرَادُوا إِثْبَات إعسارهم على القَاضِي الْحَنَفِيّ وَهُوَ فِي سجنه وَقد فلس بَعضهم. فرسم لجرجي بِإِخْرَاج غُرَمَاء التُّجَّار من

<<  <  ج: ص:  >  >>