للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السجْن وخلاصهم مِمَّا فِي قبلهم وَأنكر على القَاضِي الْحَنَفِيّ مَا عمله وَمنع من التحدث فِي أَمر التُّجَّار والمديونين. فَأخْرج جرجي التُّجَّار من السجْن وأحضر لَهُم أعوان الْوَالِي وضربهم وخلص مِنْهُم المَال شَيْئا بعد شَيْء وَمن حِينَئِذٍ صَارَت الْحجاب بِالْقَاهِرَةِ وبلاد الشَّام تتصدى للْحكم بَين النَّاس فِيمَا كَانَ من شَأْن الْقُضَاة الحكم فِيهِ. وَفِيه ركب عرب إطفيح على بيبغا الشمسي ونهبوا مَا مَعَه وهزموه وَخَرجُوا عَن الطَّاعَة فَجرد إِلَيْهِم طَائِفَة من الْأُمَرَاء. وَفِي هَذِه السّنة: رتب الْأَمِير شيخو فِي كل لَيْلَة جُمُعَة وقتا يجْتَمع عِنْده فِيهِ الْفُقَهَاء للمذاكرة وَيقوم الشَّيْخ عَليّ بن الركبدار المادح فينشد من مدائح الصرصري وَنَحْوه مَا يطربهم وينصرفون بعد أكلهم. وَفِيه كثرت الإشاعة بِمَدِينَة حلب أَن الْأَمِير بيبغا روس نائبها يُرِيد الْفِرَار مِنْهَا إِلَى بِلَاد الْعَدو حَتَّى سَاءَهُ ذك وَقبض على عدَّة من الْعَامَّة سمرهم وشهرهم ثمَّ أفرج عَنْهُم. وفيهَا رتب الْأَمِير شيخو فِي الْجَامِع الَّذِي أنشأه للشَّيْخ أكمل الدّين مُحَمَّد الرُّومِي الْحَنَفِيّ مدرساً وَشَيخ صوفية وَقرر لَهُ فِي كل شهر أَرْبَعمِائَة دِرْهَم وَجعل عِنْده عشْرين فَقِيها. وَجعل خَطِيبه جمال الدّين خَلِيل بن عُثْمَان الزولي وَنَقله من مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَى مَذْهَب الْحَنَفِيّ. وَجعل بِهِ درساً للمالكية أَيْضا وَولي تدريبه نور الدّين السخاوي وَقرر لَهُ ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فِي كل شهر. ورتب بِهِ قراء ومؤذنين وَغير ذَلِك من أَرْبَاب الْوَظَائِف وَقرر لَهُم معاليم بلغت جُمْلَتهَا فِي الشَّهْر وَفِيه قدم الشريف طفيل بن أدّى من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة يطْلب تَرِكَة سعد فِي الْإِمَارَة. وَفِيه قدم صدر الدّين سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين سُلَيْمَان بن عبد الْحق فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر فِي توقيع الدست. وَفِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة: خلع على الْأَمِير شيخو وأعيد رَأس نوبَة عوضا عَن صرغتمش. فَعِنْدَ لبسه التشريف قدم البشير بِوِلَادَة بعض سراريه ولدا ذكرا فسر بِهِ سُرُورًا زَائِدا لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ ذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>