للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القلعة وَأَقْبل علم دَار حَتَّى خلصه مِنْهُم وَهُوَ يستغيث: يَا مُسلمين! كَيفَ يجْرِي هَذَا على قَاض من قُضَاة الْمُسلمين. فَأخذ المماليك جمَاعَة من تِلْكَ الأوباش وجروهم إِلَى الْأَمِير أيدغمش فضربهم وَبعث طَائِفَة من الأوجاقية فَسَارُوا بالغوري إِلَى منزله وَلم يحضر الموكب. فثارت الْعَامَّة على بَيته بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية ونهبوه وَكَانَ يَوْمًا شنيعاً. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشره: خلع على جَمِيع الْأُمَرَاء الْكِبَار وَالصغَار ومقدمي الْحلقَة وأنعم على الْأَمِير طشتمر حمص أَخْضَر بِعشْرَة أُلَّاف دِينَار وعَلى الْأَمِير قطلوبغا الْفَخر بِمَا حضر صحبته من الشَّام وَهُوَ أَرْبَعَة أُلَّاف دِينَار وَمِائَة ألف دِرْهَم فضَّة وَنزل فِي موكب عَظِيم. وَكَانَ قد قدم مَعَه من أُمَرَاء الشَّام سنجر الجمقدار وتمر الساقي وطرنطاي البشمقدار وأقبغا عبد الْوَاحِد وتمر الموساوي والجلالي وَابْن قراسنقر وأسنبغا ابْن البو بكري وبكتمر العلائي وأصلم نَائِب صفد. وَفِيه طلب السُّلْطَان الْوَزير نجم الدّين ورسم لَهُ أَن يكون يُوسُف البزدار ورفيقه مقدمي البزدارية ومقدمي الدولة وخلع السُّلْطَان عَلَيْهِمَا كلفتاه زركش وأقبية طرد وَحش بحوائص ذهب فحكما فِي الدولة وتكبرا على النَّاس وصارا فيهم بحمق زَائِد وصارا لَا يأتمران بِأَمْر الْوَزير ويمضيان مَا أحبا. وصحبهما كثير من الأشرار وعرفوهما بأرباب الْأَمْوَال فشملت مضرتهما كثيرا من النَّاس وانهمكا فِي اللَّهْو فثقل أَمرهمَا على الكافة. وَفِي عصر يَوْم السبت خَامِس عشره: خلع على الْأَمِير طشتمر حمص أَخْضَر وَاسْتقر فِي نِيَابَة السلطنة بديار مصر فَجَلَسَ والحجاب قيام بَين يَدَيْهِ والأمراء فِي خدمته. فَكَانَ أول مَا بَدَأَ بِهِ أَن قلع الشباك الَّذِي كَانَ يجلس فِيهِ قوصون وخلع الْخشب الَّذِي عمله فِي بَاب القلعة وباشر النِّيَابَة بِحرْمَة وافرة.

(وَفِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشره)

أخرج السُّلْطَان محمل الْحَاج. وَفِيه أخرج السُّلْطَان عبد الْمُؤمن بن عبد الْوَهَّاب السلَامِي وَالِي قوص من السجْن وَسمر على بَاب المارستان المنصوري من الْقَاهِرَة بمسامير جافية شنعة وطيف بِهِ مُدَّة سِتَّة أَيَّام وَهُوَ يحادث النَّاس فِي اللَّيْل بأخباره. فمما حَدثهمْ بِهِ أَنه هُوَ الَّذِي ركب حَتَّى ضرب النشو كَمَا تقدم ذكره وَأَنه لما سَقَطت عمَامَته ظَنّهَا رَأسه. وَكَانَ إِذا قيل لَهُ اصبر يَا عبد الْمُؤمن يَقُول أسأَل الصَّبْر وينشد كثيرا. يبكى علينا وَلَا نبكي على أحد وَنحن أغْلظ أكباداً من الْإِبِل فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت ثَانِي عشريه: شنق عبد الْمُؤمن على قنطرة السد ظَاهر مَدِينَة مصر عِنْد الكيمان وَترك حَتَّى ورم وأكلته الْكلاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>