وَكَانَ عبد الْمُؤمن من السلامية بالعراق فَبَعثه الْمجد السلَامِي إِلَى السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد مرَارًا حَتَّى عرف عِنْده. ثمَّ تنكر عبد الْمُؤمن عَليّ الْمجد السلَامِي ورافعه إِلَى السُّلْطَان حَتَّى تغير عَلَيْهِ وَكتب إِلَى أبي سعيد بإحضاره. فَأثْبت الْمجد السلَامِي محضراً على عبد الْمُؤمن بِأَنَّهُ رَافِضِي كَافِر قتال الْأَنْفس وَقدم بِهِ على السُّلْطَان وتحاقق مَعَه. فتعصب قوصون لعبد الْمُؤمن حَتَّى بطلت حجَّة الْمجد السلَامِي عَلَيْهِ مَعَ ظُهُورهَا فاختص عبد الْمُؤمن بقوصون وَلبس الكلفتاه ثمَّ ولي قوصون. وَكَانَ شجاعاً فاتكاً يتجاهر بالرفض وَيَقُول إِذا حلف على شَيْء: وحياة مولَايَ عَليّ. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: أخرج بِأحد وَعشْرين أَمِيرا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة صَحبه الْأَمِير طشتمر طلليه مِنْهُم أرقطاي نَائِب طرابلس وجركتمر بن بهادر وَابْن المحسني وَالِي الْقَاهِرَة وأسنبغا بن البوبكري ويلجك ابْن أُخْت قوصون وبرسبغا الْحَاجِب. فَلَمَّا وصلوا إِلَى الثغر وسجنوا بِهِ قتل قوصون وألطنبغا الصَّالِحِي نَائِب الشَّام وجركتمر بن بهادر وبرسبغا الْحَاجِب. وَفِيه رسم للأجناد الَّذين استخدمهم قطلوبغا الفخري بعودهم إِلَى دمشق بطالين فَكثر تشكيهم ووقفوا للنائب فَلم تسمع لَهُم شكوى. وَفِيه أَكثر السُّلْطَان من الإنعام على أهل الكرك حَتَّى خرج عَن الْحَد وعزم على مسك بيبرس الأحمدي وَغَيره من الْأُمَرَاء فاحترزوا على أنفسهم إِلَى أَن وَقع الْكَلَام مَعَ السُّلْطَان فِي شَيْء من ذَلِك فَاجْتمع عِنْده الْأُمَرَاء وابتدأ الْحَاج آل ملك فِي طلب بلد يتَوَجَّه إِلَيْهِ وَسَأَلَ نِيَابَة حماة فَخلع عَلَيْهِ فِي يَوْم الْخَمِيس عشريه وَاسْتقر فِي نِيَابَة حماة عوضا عَن طقزدمر. وخلع السُّلْطَان على بيبرس الأحمدي وَاسْتقر فِي نِيَابَة صفد وعَلى أقسنقر وَاسْتقر فِي نِيَابَة غَزَّة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ مستهل ذِي الْقعدَة: سَار الْأَمِير الْحَاج آل ملك إِلَى نِيَابَة حماة. وَفِيه خلع السُّلْطَان على الْأَمِير قطلوبغا الفخري وَاسْتقر فِي نِيَابَة الشَّام وَعلي الْأَمِير أيدغمش بنيابة حلب. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء: اسْتَقر قماري أَمِير أخور عوضا عَن أيدغمش أَحْمد شاد الشرابخاناه أَمِير شكار عوضا عَن قماري وَاسْتقر أقبغا عبد الْوَاحِد فِي نِيَابَة حمص. وَفِيه رسم السُّلْطَان أَن يسْتَقرّ سنجر البشمقدار وتمر الساقي من جملَة أُمَرَاء مصر. وَفِيه أنعم السُّلْطَان على قراجا بن دلغادر وَقد قدم إِلَى مصر بإنعامات كَثِيرَة وَكتب لَهُ بالأمرية على التركمان وَتوجه إِلَى نِيَابَة الإبلستين.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute