(سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة)
فِي يَوْم السبت مستهل الْمحرم: قدم رَسُول الْأَمِير يُوسُف بن أتابك الْكرْدِي صَاحب الْجبَال ووطاة نَصِيبين يخبر بِكَثْرَة جموعه من الأكراد وَأَنه رغب فِي الانتماء إِلَى السُّلْطَان وَضرب السِّكَّة فِي بِلَاده باسمه وَطلب نجدته بعسكر يتسلم مَا بِيَدِهِ من الْبِلَاد ليَكُون نَائِب السلطنة بهَا وَأَن يشرف بصناجق سلطانية عَلَيْهَا اسْم السُّلْطَان لتعينه فِي غاراته فأحيب بالشكر وجهزت لَهُ هَدِيَّة وخيول وَسلَاح. وَفِيه: قدم الْخَبَر بِكَثْرَة الْفِتَن والغارات وَالِاخْتِلَاف بِبِلَاد الْمشرق من نَحْو الصين وبلاد الخطا إِلَى ديار بكر. وَفِيه: قدم مبشرو الْحَاج برخاء الأسعار وسلامة الْحَاج. وَفِي يَوْم الْأَحَد ثَانِيه: قدم الْأَمِير بشتاك من الْحَج وطلع القلعة بعد الظّهْر فِي اثْنَي عشر رجلا مِنْهُم أَرْبَعَة نجابة وصحبته الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن الْأَمِير بكتمر الْحَاجِب. وَكَانَ السُّلْطَان والأمراء أجِيبُوا لنواب قد قدمُوا لَهُ عِنْد سَفَره شَيْئا يجل عَن الْوَصْف فَبعث السُّلْطَان لَهُ مِائَتي ألف دِرْهَم وَمِائَة هجين وَأَرْبَعين بختياً وَسِتِّينَ جملا. فَلَمَّا قدم مَكَّة فرق فِي الْأُمَرَاء مَالا كثيرا فَبعث إِلَى كل من الْأُمَرَاء المقدمين ألف دِينَار وَإِلَى كل من أُمَرَاء الطبلخاناه خَمْسمِائَة دِينَار وَفرق فِي الأجناد وَبعث إِلَى بيُوت الْأُمَرَاء بِمَال كثير ثمَّ استدعى المجاورين جَمِيعهم والأشراف وَغَيرهم من أهل مَكَّة والزيالعة وَفرق فيهم المَال وَلم يبْق بِمَكَّة أحد حَتَّى أسدى إِلَيْهِ مَعْرُوفا فَكَانَ جملَة مَا فرق بشتاك ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَأَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم سوى مَا وصل إِلَيْهِ فِي المراكب من الغلال. فَلَمَّا قدم بشتاك الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بعد قَضَاء نُسكه فعل بهَا خيرا كثيرا وَمضى مِنْهَا إِلَى الكرك فَتَلقاهُ الْأَمِير شطى بن عبِّيَّة أَمِير آل عقبَة فِي أَرْبَعمِائَة فَارس من عربه وأضافه ثمَّ سَار بشتاك وَمَعَهُ الْأَمِير شطى وَمن مَعَه من الْعَرَب إِلَى الْعقبَة وَقدم إِلَى الْقَاهِرَة ثَانِي الْمحرم كَمَا تقدم. وَفِي رَابِع عشريه: قدم ركب الْحَاج.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute