للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه انْقَطع مقطع بالقناطر الَّتِي أَنْشَأَهَا السُّلْطَان على جسر شيبين فَركب إِلَيْهِ الْأَمِير برسبغا الحاحب وَجمع لَهُ من النواحي أَرْبَعَة أُلَّاف رجل واستدعى بالأخشاب والصواري من دَار الصِّنَاعَة بِمصْر وغرق فِيهِ عدَّة مراكب. فَأَقَامَ برسبغا اثْنَيْنِ وَعشْرين يَوْمًا حَتَّى سد المقطع وَبلغ المصروف عَلَيْهِ فِي ثمن مراكب غرقت وَثمن صواري وحجارة وجير وجبس وحلفاً وَأُجْرَة رجال ثَلَاثِينَ ألف دِينَار غير سخر الْبِلَاد. وفيهَا قدم زين الدّين عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْحَاكِم البلفيائي قَاضِي حلب باستدعاء فولى عوضه برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الرَّسْعَنِي. وَفِي هَذَا الشَّهْر: وضعت السِّت طولو قرطقا زَوْجَة الْأَمِير يلبغا اليحياوي وَأُخْت خوند زَاد وَزَوْجَة السُّلْطَان فَعمل لَهَا السُّلْطَان مهما عَظِيما أَقَامَت الأفراح سَبْعَة أَيَّام بلياليها وَلم يبْق أحد من الْأُمَرَاء إِلَّا وَبعث بِزَوْجَتِهِ فَفرق السُّلْطَان فِي نسَاء الْأُمَرَاء جَمِيعهنَّ مَا بَين خَمْسمِائَة دِينَار إِلَى أَرْبَعمِائَة دِينَار إِلَى ثَلَاثمِائَة الْوَاحِدَة. وَكَانَ السُّلْطَان قد عمل للنفساء قبل وِلَادَتهَا داير بَيت وبشخاناه وَنَحْو ذَلِك بِعشْرين ألف دِينَار وَعمل لَهَا عِصَابَة مُرْضِعَة بأنواع الْجَوَاهِر قومت بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وأنعم على زوحها بِثَلَاثَة أُلَّاف دِينَار. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي صفر: قبض على النشو وعَلى أَخِيه شرف الدّين رزق الله وعَلى أَخِيه المخلص ورفيقه مجد الدّين وعَلى صهره ولي الدولة. وَسبب ذَلِك أَنه لما أسرف النشو فِي الظُّلم بِحَيْثُ قل الجالب للبضائع وَذهب أَكثر أَمْوَال التُّجَّار لطرح الْأَصْنَاف عَلَيْهِم بأغلى الْأَثْمَان وَطلب السُّلْطَان مِنْهُ يتزايد خَافَ النشو الْعَجز فَرجع عَن ظلم الْعَامَّة إِلَى التَّعَرُّض إِلَى الْخَاصَّة ورتب مَعَ أَصْحَابه ذَلِك. وَكَانَت عَادَته فِي كل لَيْلَة أَن يجمع إخْوَته وصهره وَمن يَثِق بِهِ للنَّظَر فِيمَا يحدثه من الْمَظَالِم فيدله ظلّ مِنْهُم على آبدة ثمَّ يفترقون وَقد أبرم للنَّاس بلَاء يعذبهم الله بِهِ من الْغَد على يَده فَكَانَ مِمَّا اقترحه أَن رتب أوراقاً تشْتَمل على فُصُول يتَحَصَّل فِيهَا ألف ألف دِينَار عينا وَقرأَهَا على السُّلْطَان: وَمِنْهَا التقاوي السُّلْطَانِيَّة المخلدة بالنواحي من الدولة الظَّاهِرِيَّة بيبرس والمنصورية قلاوون فِي إقطاعات الْأُمَرَاء والأجناد وجملتها

<<  <  ج: ص:  >  >>