(سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة)
أهلت هَذِه السّنة وسلطان مصر والحرمين الْملك الْمُؤَيد أَبُو النَّصْر شيخ المحمودي والخليفة المستعين بِاللَّه مَمْنُوع من التَّصَرُّف مُوكل بِهِ وأتابك الْعَسْكَر الْأَمِير يلبغا الناصري. والدوادار الْكَبِير الْأَمِير طوغان الحسني. وأمير أخور الْأَمِير قنباي المحمدي. وَكَاتب السِّرّ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ الْحَمَوِيّ وقضاة الْقُضَاة على مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي السّنة الَّتِي قبلهَا مَا عدا الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين عَليّ بن الْآدَمِيّ الدِّمَشْقِي. والمباشرون على مَا كَانُوا عَلَيْهِ مَا عدا الأستادار فَإِنَّهُ الْأَمِير بدر الدّين حسن بن محب الدّين الطرابلسي وحاجب الْحجاب الْأَمِير أينال الصصلاني ووالي الْقَاهِرَة الْأَمِير تَاج الدّين تَاج بن سَيْفا الشويكي ونائب الْإسْكَنْدَريَّة الْأَمِير غرس الدّين خَلِيل الجشاري ونائب غَزَّة الْأَمِير ألطنبغا العثماني وَالشَّام كُله بيد الْأَمِير نوروز الحافظي وَهُوَ يَدْعُو على المنابر بهَا لأمير الْمُؤمنِينَ المستعين بِاللَّه وَيضْرب السِّكَّة باسمه ويفتتح كتبه الَّتِي يبعثها إِلَى الْبِلَاد ومراسيمه الَّتِي تصدر عَنهُ بالإمامي المستعيني. مَا خلا حلب فَإِنَّهَا بيد السُّلْطَان ونائبه بهَا الْأَمِير دمرداش المحمدي. شهر الله الْمحرم أَوله الْأَحَد: يُوَافقهُ الْيَوْم الثَّالِث من نيسان وَالْيَوْم الْخَامِس من برمودة: وسعر الذَّهَب بِالْقَاهِرَةِ مَا كَانَ من الهرجة فبمائتين وَخمسين درهما كل مِثْقَال وَمَا كَانَ من الإفرتني فَكل دِينَار بمائتين وَثَلَاثِينَ درهما وَمَا كَانَ من الناصري فبمائتين وَعشرَة دَرَاهِم الدِّينَار والقمح من مائَة وَثَمَانِينَ الأردب إِلَى مَا دونهَا وَبلغ الْكَتَّان كل رَطْل إِلَى ثَلَاثِينَ درهما. وَهَذَا شَيْء لم نعهده قطّ بِمصْر فغلا لغلائه جَمِيع أَصْنَاف الثِّيَاب حَتَّى أبيع الثَّوْب الْقطن البعلبكي بِعشْرين مِثْقَالا. وَفِي رَابِع عشره: نقل فتح الله مَحْمُولا من بَيت ابْن أبي شَاكر ولعجزه عَن الْحَرَكَة وَسلم إِلَى الْأَمِير تَاج الدّين وَالِي الْقَاهِرَة فأنزله بدار أَقَامَ بهَا وحيداً فريداً يقاسي ألم الْعقُوبَة ويترقب الْمَوْت وَخرج من الْقَاهِرَة جمَاعَة لضبط مَا يصل من أَصْنَاف المتجر صُحْبَة الْحَاج فَسَارُوا إِلَى عقبَة أَيْلَة ففر كثير من التُّجَّار وتوجهوا نَحْو الشَّام ففات أهل الدولة مِنْهُم مَال كَبِير.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute