للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي عشرينه: سَافر الْأَمِير قرقماس ابْن أخي دمرداش من الْقَاهِرَة يُرِيد أَخذ دمشق. وَفِي رَابِع عشرينه: قدم الْأَمِير بيبغا المظفري بالمحمل وَبَقِيَّة الْحَاج. وَقدم الْخَبَر بمفارقة الْأَمِير تغري بردى ابْن أخي دمرداش لدمشق وقدومه إِلَى صفد منتمياً إِلَى السُّلْطَان فسر بذلك ودقت البشائر بقلعة الْجَبَل وَاشْتَدَّ الْأَمر على صدر الدّين أَحْمد بن العجمي فِي حمل مَا ألزم بِهِ وَهُوَ خَمْسمِائَة دِينَار وَقد تَأَخَّرت عَلَيْهِ من ألف دِينَار فَبَاعَ وَفِي هَذَا الشَّهْر: تزايد الطَّاعُون فِي النَّاس بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَكَانَ ابتداؤه من أخريات ذِي الْحجَّة الْحرم وهب يَوْم النَّحْر ريح فِي غَايَة الشدَّة من نَاحيَة الْجنُوب واستمرت أَيَّامًا فَفَشَا الطَّاعُون والحميات الحادة المحرقة فِي النَّاس لاسيما الْأَطْفَال والشباب. وأهلت السّنة وَيَمُوت فِي كل يَوْم مِمَّن يرد الدِّيوَان مَا بَين الْعشْرين إِلَى الثَّلَاثِينَ وَالْوَقْت ربيع. وَقد صَار حاراً يَابسا ورياحه كلهَا جنوبية وحره خَارج عَن الْمُعْتَاد فَكثر الوباء وناف عدَّة من يرد الدِّيوَان على الْمِائَة. وَفِي سلخه: أفرج عَن صدر الدّين بن العجمي وخلع عَلَيْهِ وَقرر فِي نظر الْمَوَارِيث وأفردت عَن الْوَزير وألزم أَن يحمل مَا يتَحَصَّل من ذَلِك إِلَى خزانَة السُّلْطَان. وَفِي هَذَا الشَّهْر: ثار بالسلطان وجع المفاصل. شهر صفر أَوله الِاثْنَيْنِ: أهل والوباء يتزايد ثمَّ تناقص من نصفه. وَذَلِكَ أَن الشَّمْس لما نقلت إِلَى برج الثور رطب الْحر المحرق وَاسْتمرّ الْوَقْت رطبا مُدَّة عشْرين يَوْمًا ثمَّ انْقَلب الزَّمَان فِي آخر برج الثور إِلَى حر مفرط وعوم محرقة فتزايدت الْأَمْرَاض حَتَّى تجَاوز عدد من يرد الدِّيوَان من الْأَمْوَات مائَة وَعشْرين فعز وجود الْبِطِّيخ الصيفي من كَثْرَة مَا يطْلب للمرضى حَتَّى بِيعَتْ نصف بطيخة بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم عَنْهَا مثقالان من الذَّهَب وَعز أَيْضا وجود المَاء وَأَقْبل النَّاس فِي أَخذ جمال السقائين فبلغت الراوية خَمْسَة عشر درهما وأبيعت خمس بطيخات بألفي دِرْهَم عَنْهَا ثَمَانِيَة مَثَاقِيل ذَهَبا. وَفِي تاسعه: سَار الْأَمِير قرقماس ابْن أخي دمرداش من غَزَّة وَقد وصل إِلَيْهَا يُرِيد صفد وَمَعَهُ أَخُوهُ تغري بردى نَائِب حماة وَقد بعث إِلَيْهِ السُّلْطَان بولايتها وَخرج الْأَمِير ألطنبغا العثماني فِي أثرهما من الْغَد لمساعدتهما فَبَلغهُمْ عود الْأَمِير نوروز من حلب إِلَى دمشق فأقاموا على الرملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>