للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي ثامن عشرينه: قدم أقبغا الأسندمري بِجَوَاب الْأَمِير دمرداش ونواب القلاع بطاعتهم وصحبته قَاصد عُثْمَان بن طر عَليّ وَغَيره من أُمَرَاء التركمان ودمرداش وَالْفِضَّة المضروبة بالصكة المؤيدية. شهر ربيع الأول أَوله الثُّلَاثَاء ثمَّ اسْتَقر الْأَرْبَعَاء: وَفِي ثَانِيه: منع خدم فتح الله من الدُّخُول إِلَيْهِ فَأَقَامَ إِلَى لَيْلَة الْأَحَد سادسه فخنق وَأخرج بِهِ من الْغَد فَدفن بتربته خَارج بَاب المحروق. وَلم يشيع جنَازَته أحد من النَّاس. وَفِيه وَقع حريق فِي الدّور بقلعة الْجَبَل عظم أمره وَاسْتمرّ إِلَى يَوْم الْأَرْبَعَاء تاسعه وهم فِي إطفائه فَاحْتَرَقَ فِيهِ وَفِي سابعه: سمر الْأَمِير فَارس المحمودي ثمَّ وسط تَحت القلعة وَهُوَ أحد أُمَرَاء الطبلخاناه من الْأَيَّام الناصرية وَسبب ذَلِك أَنه وشي للأمير طوغان الدوادار وللأمير شاهين الأفرم بِأَن السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد عزم على قبضهما فاجتمعا بالسلطان وأعلماه بذلك فَقبض عَلَيْهِ وَقَتله. شهر ربيع الآخر أَوله الْجُمُعَة: فِي أَوله حمل الْأَمِير قصروه إِلَى ثغر الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا. وَفِي ثامن عشره: خلع على شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المغربي الْمَالِكِي الْأمَوِي قَاضِي دمشق وَاسْتقر فِي قَضَاء الْقُضَاة بديار مصر وعزل شمس الدّين مُحَمَّد ابْن الْمدنِي. وَأما أَخْبَار الشَّام فَإِن الْأَمِير نوروز كتب فِي خَامِس عشْرين الْمحرم كتابا إِلَى السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد أَبُو النَّصْر شيخ جرى فِيهِ على عَادَته من مخاطبته بمولانا وافتتحه بالإمامي المستعيني. وَلم يخاطبه فِيهِ كَمَا يُخَاطب السُّلْطَان فَكَانَ يتَضَمَّن العتب على ولَايَته الْأَمِير دمرداش حلب وَابْن أَخِيه الْأَمِير تغري بردى حماة وبن أَخِيه الآخر الْأَمِير قرقماش طرابلسي وتقديمهم عَلَيْهِ وَقد تقدّمت بَينهمَا عهود فَإِن كَانَ الْقَصْد أَن يسْتَمر على الْأُخوة وَيُقِيم على الْعَهْد فَلَا يتَعَرَّض إِلَى مَا هُوَ بِيَدِهِ وينقل دمرداش من نِيَابَة حلب إِلَى نِيَابَة طرابلس ويستقر قرقماش أَمِيرا بِمصْر. ثمَّ خرج من دمشق يُرِيد محاربة دمرداش حَتَّى نزل حماة فِي تَاسِع صفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>