للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وخسمائة

فِيهَا خرج السُّلْطَان صَلَاح الدّين بعساكره يُرِيد بِلَاد الكرك والشوبك، فَإِنَّهُ كَانَ كلما بلغه عَن قافلة أَنَّهَا خرجت من الشَّام تُرِيدُ مصر خرج إِلَيْهَا ليحميها من الفرنج، فَأَرَادَ التوسيع فِي الطَّرِيق وتسهيلها، وَسَار إِلَيْهَا وحاصرها، فَلم ينل مِنْهَا قصدا وَعَاد. وفيهَا جهز صَلَاح الدّين الْهَدِيَّة إِلَى السُّلْطَان نور الدّين، وفيهَا من الْأَمْتِعَة والآلات الفضية والذهبية والبلور واليشم أَشْيَاء يعز وجود مثلهَا، وَمن الْجَوَاهِر واللآلي شىء عَظِيم الْقدر، وَمن الْعين سِتُّونَ ألف دِينَار، وَكثير من الغرائب المستحسنة، وفيل وحمار عتابي، وَثَلَاث قطع بلخش فِيهَا مَا وَزنه نَيف وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا، وَكَانَ ذَلِك فِي شَوَّال. وفيهَا خرج العبيد من بِلَاد النّوبَة لحصار أسوان، وَبهَا كنز الدولة، فَجهز السُّلْطَان الشجاع البعلبكي فِي عَسْكَر كَبِير فَسَار إِلَى أسوان، وَقد رَحل العبيد عَنْهَا، فَتَبِعهُمْ وَمَعَهُ كنز الدولة، وواقعهم وَقتل مِنْهُم كثيرا، وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة. وفيهَا سَار الْملك الْمُعظم شمس الدولة فَخر الدّين تورانشاه بن أَيُّوب أَخُو السُّلْطَان

<<  <  ج: ص:  >  >>