كتاب ملك النّوبَة إِلَى شمس الدولة وَهُوَ بقوص مَعَ هَدِيَّة فَأكْرم رَسُوله وخلع عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ زَوْجَيْنِ من نشاب وَقَالَ لَهُ: قل للْملك مَالك عِنْدِي جَوَاب إِلَّا هَذَا وجهز مَعَه رَسُولا ليكشف لَهُ خبر الْبِلَاد فَسَار إِلَى دمقلة وَعَاد إِلَيْهِ فَقَالَ: وجدت بلادا ضيقَة لَيْسَ بهَا من الزَّرْع سوى الذّرة ونخل صَغِير مِنْهُ أدامهم وَيخرج الْملك وَهُوَ عُرْيَان على فرس عرى وَقد التف فِي ثوب أطلس وَلَيْسَ على رَأسه شعر. فَلَمَّا قدمت عَلَيْهِ وسلمت ضحك وتغاشى وَأمر بِي فكويت على يَدي هَيْئَة صَلِيب وأنعم عَليّ بِنَحْوِ خمسين رطلا من دَقِيق وَلَيْسَ فِي دمقلة عمَارَة سوى دَار الْملك وباقيها أخصاص. وفيهَا عظم هم السُّلْطَان نور الدّين بِأَمْر مصر وَأَخذه من اسْتِيلَاء صَلَاح الدّين عَلَيْهَا الْمُقِيم المقعد وَأكْثر من مراسلته بِحمْل الْأَمْوَال ثمَّ بعث بوزيره الصاحب موفق الدّين خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر بن صَغِير القيسراني إِلَى مصر لعمل حِسَاب الْبِلَاد وكشف أحوالها وَتَقْرِير القطيعة على صَلَاح الدّين فِي كل سنة وَاخْتِيَار طَاعَته فَقدم إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ من أمره مَا يَأْتِي ذ كره إِن شَاءَ الله.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute