الكاملي نَائِب حلب وَأَبوهُ وعدة من أقاربهم. فَركب النَّائِب وتلقاهم من سرياقوس وسر بهم. وَفِيه أخرج أَمِير أَحْمد الساقي إِلَى حلب لسوء سيرته فِي كشف الجسور بالغربية. وَفِيه قدم قَود جَبَّار بن مهنا وقود سيف بن فضل صحبته. ثمَّ قدم الْأَمِير جَبَّار بعده فَأَقَامَ أَيَّامًا وَعَاد إِلَى بِلَاده. وَفِيه قدم كتاب الْملك الْأَشْرَف دمرداش بن جوبان صَاحب توريز يتَضَمَّن السَّلَام والتودد. فَأكْرم رَسُوله وأعيد بِالْجَوَابِ وَأرْسل السُّلْطَان بعده إِلَيْهِ وَالِي الشَّيْخ حسن صَاحب بَغْدَاد وَفِيه قدم الْخَبَر بَان الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب حلب ركب إِلَى التركمان وَقد كثر فسادهم فَقبض على كثير مِنْهُم وأتلفهم وأوقع بالعرب حَتَّى عظمت مهابته ثمَّ بعث مُوسَى الْحَاجِب على ألفي فَارس فِي طلب نجمة أَمِير الأكراد فَلَمَّا قرب مِنْهُ بعث صَاحب ماردين يُشِير بِعُود الْعَسْكَر خوفًا من كسر حُرْمَة السلطة. فَعَاد مُوسَى الْحَاجِب بهم إِلَى حلب من غير لِقَاء. فتنكر الْأَمِير أرغون على مُوسَى الْحَاجِب وَكتب يشكو مِنْهُ وَفِيه قدم الْخَبَر بِأَن الهذباني الكاشف وَاقع عرب عَرك وَبني هِلَال فهزموه أقبح هزيمَة وجرحوا فرسه وَقتلُوا عدَّة من أَصْحَابه وَأخذُوا الطّلب. بِمَا فِيهِ من خيل وَغَيرهَا وَأَنه نزل بسيوط وَطلب تَجْرِيد الْعَسْكَر إِلَيْهِ فَاقْتضى الرَّأْي تَأْخِير التجريدة حَتَّى يفرغ تَأْخِير الْأَرَاضِي بالزرع.
(وَفِي رَجَب)
سَار ركب الْحجَّاج الرجبية فَلَقوا الشريف عجلَان بِالْعقبَةِ وَقد أخرجه أَخُوهُ ثقبة من مَكَّة. فَقدم عجلَان إِلَى الْقَاهِرَة وَدخل على السُّلْطَان وَطلب مِنْهُ تَجْرِيد عَسْكَر مَعَه فَلم يجب إِلَى ذَلِك. ورسم لَهُ بشرَاء مماليك واستخدام الأجناد البطالين فشرع فِي ذَلِك. وَقدم كتاب أَخِيه ثقبة يشكو مِنْهُ فَكتب لعجلان توقيع بإمرة مَكَّة. بمفردة وَاشْترى أَرْبَعِينَ مَمْلُوكا واستخدم عشْرين جندياً وَأنْفق فيهم خَمْسمِائَة دِرْهَم كل وَاحِد ثمَّ استجد عجلَان طَائِفَة أَحْرَى حَتَّى صَار فِي مائَة فَارس. وَحمل مَعَه حملين نشاباً وقسياً وَنَحْوهَا وسافر إِلَى مَكَّة وَفِيه توجه السُّلْطَان لسرحة سرياقوس. وَفِيه أنعم على الْأَمِير قطلوبغا الذَّهَبِيّ بإقطاع الْأَمِير لجحين أَمِير آخور بعد إمرته وأنعم لإمرته وتقدمته على عمر بن أرغون النَّائِب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute