للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي أول ربيع الآخر: قبض على أَحْمد بن أبي ريد وَمُحَمّد بن يُوسُف مقدمي الدولة. وَسبب ذَلِك أَن ابْن يُوسُف حج فِي السّنة الْمَاضِيَة على سِتَّة قطر جمال وَثَلَاثَة قطر هجن بطبل وبيزه كَمَا حج الْأُمَرَاء بِحَيْثُ كَانَ مَعَه نَحْو مِائَتي عليقة. وَلما قدم ابْن يُوسُف إِلَى الْقَاهِرَة أهْدى للوزير منجك والنائب بيبغا روس والأمير طاز والأمير صرغتمش الْهَدَايَا الجليلة الْقدر وَلم يهد إِلَى الْأَمِير شيخو وَلَا إِلَى الْأَمِير مغلطاي شَيْئا. فعاب عَلَيْهِ النَّاس ترك مهاداة شيخو فَحمل إِلَيْهِ بعد مُدَّة هَدِيَّة سنية فَردهَا عَلَيْهِ وَقَالَ: هَذَا مَاله حرَام. ثمَّ يعد أَيَّام وقف جمَاعَة من الأجناد وَشَكوا فِي الْوُلَاة طمعهم وَفَسَاد الْبِلَاد فَأنْكر الْأُمَرَاء على الْوَزير منج سيرة وُلَاة الْأَعْمَال وتعرضوا لَهُم بِأَنَّهُم ولوا بِالْبرِّ أطيل فاحتاجوا إِلَى نهب أَمْوَال النَّاس وَأخذ الْأَمِير شيخو فِي الْحَط على مقدمي الدولة وَأنكر كَثْرَة مَا أنفقهُ ابْن يُوسُف فِي حجَّته وَأَن ذَلِك جَمِيعه من مَال السُّلْطَان فَقَامَ الْأُمَرَاء فِي مساعدة شيخو وعددوا مَا يشْتَمل عَلَيْهِ ابْن يُوسُف من لعبه ولهوه وانهماكه فِي اللَّذَّات فَلم يجد الْوَزير بدا من موافقتهم على عزل الْوُلَاة ومسك المقدمين أَحْمد بن أبي زيد وَمُحَمّد بن يُوسُف فَقبض عَلَيْهِمَا وألزما بِحمْل المَال وَطلب ابْن سلمَان مُتَوَلِّي المنوفية وألزم. بِمَال وَاسْتقر عوضه ابْن فنغلي وَاسْتقر فِي ولَايَة الشرقية ابْن الجاكي وعزل أسندمر مِنْهَا. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشريه: خرج إِلَى الأطفيحية سَبْعَة أُمَرَاء أُلُوف وَعِشْرُونَ أَمِير طبلخاناه وَقت الْعَصْر بأطلابهم فيهم الْوَزير منجك والأمير طاز وَسبب ذَلِك أَن الْأَمِير بيبغا روس فَأمر بهم فقيدوا وحبسوا وَأَعَادَهُ النَّائِب إِلَى الأطفيحية فَقبض الْأَمِير. عرب بن الشيخي كَانَ بالإطفيحية مُقيما بهَا فاستمال الْعَرَب حَتَّى وثقوا بِهِ وَأَتَاهُ مِنْهُم نَحْو عشْرين رجلا فَقبض عَلَيْهِم وَركب بهم إِلَى الْقَاهِرَة وأوقفهم بَين يَدي النَّائِب الْأَمِير عرب بن الشيخي على خَمْسَة أخر وقيدهم فَأَتَاهُم لَيْلًا عدَّة من العربان وفكوا قيودهم وكبسوا خيمته ففر إِلَى الْقَاهِرَة ومالوا على موجوده وانتهبوه. فَعظم ذَلِك على الْأُمَرَاء وَخَرجُوا إِلَى الأطفيحية. وَقد بلغ الْعَرَب خبرهم فَارْتَفعُوا إِلَى الْجبَال فَقبض الْأُمَرَاء على نَحْو مائَة من الأوباش وَأهل الْبِلَاد وَقَطعُوا جَمِيع مَا هُنَاكَ من شجر الْمغل وخربوا السواقي وعادوا بعد ثَلَاثَة أَيَّام فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشريه. فَعَادَت العربان بعد رُجُوع الْعَسْكَر وَأَكْثرُوا من قطع الطَّرِيق. وَفِي نصف جُمَادَى الأولى: وصلت أم الْأَمِير بيبغا روس النَّائِب وَأم الْأَمِير أرغون

<<  <  ج: ص:  >  >>