فَلَمَّا بلغ ذَلِك الْأَمِير دمرداش خرج من حلب فِي حادي عشره وَمَعَهُ الْأَمِير بردبك أتابك حلب والأمير شاهين الأيدكاري الْحَاجِب والأمير أردبغا الرَّشِيدِيّ والأمير جربغا وَبَقِيَّة الْعَسْكَر. وَنزل العمق فَحَضَرَ إِلَيْهِ الْأَمِير كردِي بن كندر وَأَخُوهُ الْأَمِير عمر وَأَوْلَاد أوزر وَدخل الْأَمِير نوروز إِلَى حلب فِي ثَالِث عشره بَعْدَمَا تَلقاهُ الْأَمِير أقبغا جركس نَائِب القلعة بالمفتاح فولى الْأَمِير طوخ نِيَابَة حلب والأمير يشبك السَّامِي نِيَابَة قلعتها وَعمر بن الهيذباني حَاجِب الْحجاب والأمير قمش نِيَابَة طرابلس. ثمَّ خرج مِنْهَا فِي تَاسِع عشره وَمَعَهُ الْأَمِير يشبك بن أزدمر يُرِيد دمشق فَقَدمهَا فِي سادس عشرينه. وَسَار الْأَمِير دمرداش بِمن مَعَه إِلَى حلب فَنزل على بانقوسا فِي هَذَا الْيَوْم فقاتله النوروزية قتالاً شَدِيدا إِلَى لَيْلَة ثامن عشرينه قدم عَلَيْهِ الْخَبَر بِأَن الْعجل بن نعير قد أقبل لمحاربته نصْرَة للأمير نوروز فَلم يثبت لعَجزه عَنهُ ورحل من ليلته إِلَى العمق ثمَّ سَار إِلَى أعزاز فَأَقَامَ بهَا. فَلَمَّا كَانَ عَاشر ربيع الأول: بعث طوخ نَائِب حلب عسكراً إِلَى سرمين وَبهَا آق بلاط - دوادار الْأَمِير دمرداش - فكبسوه فثار عَلَيْهِم هُوَ وشاهين الأيدكاري وَمن مَعَهُمَا من التراكمين وقاتلوهم وأسروا مِنْهُم كثيرا بعثوا بهم إِلَى دمرداش فسجن أعيانهم فِي قلعة بغراص وجدع أنافي أَكْثَرهم وأطلقهم عُرَاة وَقتل بَعضهم. فعندما بلغ طوخ الْخَبَر ركب من حلب وَمَعَهُ قمش إِلَى تل السُّلْطَان وَقد نزل عَلَيْهِ الْعجل بن نعير وسألاه أَن يسير مَعَهُمَا لِحَرْب دمرداش فأنعم بذلك وَتَأَخر قَلِيلا. فبلغهما أَنه قد اتّفق مَعَ دمرداش على مسكهما فاستعدا لَهُ وترقباه حَتَّى ركب إِلَيْهِمَا فِي نفر قَلِيل وَنزل عِنْدهمَا ودعاهما إِلَى ضيافته وألح عَلَيْهِمَا فِي ذَلِك. فثار بِهِ ومعهما جمَاعَة من أصحابهما فَقَتَلُوهُ بسيوفهم فِي رَابِع عشْرين ربيع الأول ورحلا من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute