للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فورهما عائدين إِلَى حلب وكتبا بالْخبر إِلَى نوروز وطلبا مِنْهُ النجدة فَإِن حُسَيْن ابْن نعير جمع الْعَرَب وَنزل على دمرداش وَسَار بِهِ إِلَى حلب وحصرها فَصَعدَ طوخ وقمش إِلَى القلعة وَاشْتَدَّ الْقِتَال بَينهم فَانْهَزَمَ دمرداش. وَاتفقَ فِي ربيع الأول أَيْضا أَن شخصا يُسمى عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن مَحْمُود ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن فضل بن ربيعَة يعرف بِابْن ثقالة من فُقَهَاء دمشق قدم إِلَى أَرض عجلون وَادّعى فِي أَوله أَنه السفياني وَظهر بقرية الجيدور وَحلف أهل الْبِلَاد وأقطع الإقطاعات وَأمر عدَّة من النَّاس وَقَالَ: أَنا السُّلْطَان الْملك الْأَعْظَم السفياني فَاجْتمع عَلَيْهِ خلق كثير من عرب وَترك وعشير بألوية خضر إِلَى وَادي البايس من جبل عَوْف بمعاملة عجلون وَبث قصاده بكتبه وَوَقع عَلَيْهَا تَحت الْبَسْمَلَة السمياني وَنَصهَا: إِلَى حَضْرَة فلَان أَن يجمع فرسَان هَذِه الدولة السُّلْطَانِيَّة الملكية الإمامية الأعظمية الربانية المحمدية السفيانية أَعْلَاهَا الله تَعَالَى وشرفها وأنفذها فِي الْآفَاق وصرفها ويحضروا بخيلهم ورجالهم وعددهم مُهَاجِرين إِلَى الله وَرَسُوله ومجاهدين فِي سَبِيل الله تَعَالَى ومقاتلين لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا والاعتماد على الْعَلامَة الشَّرِيفَة أَعْلَاهُ أَعْلَاهَا الله تَعَالَى. ثمَّ دخل عجلون فِي تاسعه بعسكر كَبِير فِيهِ سلَاح دارية وطبر دارية فاقطع الاقطاعات وَكتب على الْقَصَص يكْتب كَمَا يكْتب السُّلْطَان فَقبل النَّاس الأَرْض بَين يَدَيْهِ فِي سَاعَة وَاحِدَة وهم زِيَادَة على خَمْسمِائَة رجل فِي وَقت وَاحِد مَعًا وحطب لَهُ على مِنْبَر عجلون فَقيل السُّلْطَان الْملك الْأَعْظَم السفياني ونادي بِبِلَاد عجلون أَن مغل هَذِه السّنة يسامح بِهِ النَّاس فَلَا يُؤْخَذ مِنْهُم مِنْهُ وَفِيمَا بعْدهَا يُؤْخَذ مِنْهُم الْعشْر فَقَط وَيتْرك أَخذ الْخراج وَأخذ المكس فَإِن حكم التّرْك قد بَطل وَلم يبْق إِلَّا حكم أَوْلَاد النَّاس. فثار عِنْد ذَلِك غَانِم الغزاوي بِهِ وجهز إِلَيْهِ طَائِفَة طرقوه وَهُوَ بالجامع وقاتلوه وقبضوا عَلَيْهِ وعَلى ثَلَاثَة من أَصْحَابه بَعْدَمَا ركب وَقَاتلهمْ فاعتقل الْأَرْبَعَة بقلعة عجلون. وَكتب بالْخبر إِلَى السُّلْطَان فنقله إِلَى قلعه صفد واعتقله بهَا. ثمَّ إِن الْأَمِير نوروز سَار من دمشق يُرِيد غَزَّة ففر مِنْهَا قرقماس ابْن أخي دمرداش بِمن مَعَه وَنزل على الصالحية بِطرف الرمل وَعَاد نوروز من غَزَّة إِلَى دمشق فَقَدمهَا فِي ثامن عشر شهر ربيع الآخر هَذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>