فَخر الدّين أياز الشمسي مشد الدَّوَاوِين اشتط فِيهَا القَاضِي على الْفَخر أياز الشمسي وأهانه فَاجْتمع أياز بالدواوين وعرفهم مَاله من الْأَمْوَال والدواليب فِي أَعمال مصر وَاجْتمعَ بالسلطان وأغراه بِهِ وَالْتزم لَهُ أَن يستخلص مِنْهُ ألف دِرْهَم فأعجبه ذَلِك ومكنه مِنْهُ فَاشْتَدَّ بأسه حِينَئِذٍ وَجلسَ على بَاب القلعة وَفتح مَعَ الْفَخر بَاب شَرّ وَأَغْلظ فِي القَوْل بِحَضْرَة الْأُمَرَاء إِلَى أَن قَالَ لَهُ: أَنْت كسرت معاملات السُّلْطَان وَخَربَتْ بِلَاده وَأخذت أَرَاضِي الْخَاص عملتها لَك رزقا ثمَّ نَهَضَ وَقَالَ: أَنا بِاللَّه وبالسلطان وَدخل وَالْفَخْر خَلفه حَتَّى وَقفا بَين يَدي السُّلْطَان فَبسط أياز لِسَانه وحانق الْفَخر على عدَّة فُصُول حَتَّى غضب السُّلْطَان قَالَ لَهُ: تسلمه وَخذ مَالِي مِنْهُ فَأَخذه إِلَى قاعة الصاحب وَكتب أياز إِلَى الْأَعْمَال بالحوطة على مواشيه وزراعاته وسواقي أقصابه وَغير ذَلِك وأحيط بموجوده فِي الْقَاهِرَة ومصر وتتبعت حَوَاشِيه فَلم يطق الْفَخر مَا هُوَ فِيهِ من الْبلَاء مَعَ أياز وَبعث إِلَى طغاي وكستاي وَإِلَى الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الأحمدي أَمِير جاندار فتحدثوا فِي أمره مَعَ السُّلْطَان على أَن ينْقل إِلَى بيبرس الأحمدي وَأَنه يحمل جَمِيع مَاله وَلَا يدع مِنْهُ شَيْئا فتسلمه لبيبرس أَمِير جاندار من أياز. وفيهَا كتب بِطَلَب قطب الدّين مُوسَى بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن شيخ السلامية نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق على الْبَرِيد فَحَضَرَ وَاسْتقر عوضا عَن الْفَخر فِي نظر الْجَيْش. وَتمكن أياز من حَاشِيَة الْفَخر وَضرب جمَاعَة مِنْهُم بالمقارع وَأخذ سَائِر موجودهم وَحمل الْفَخر نَحْو الْخَمْسمِائَةِ ألف دِرْهَم. ثمَّ أفرج السُّلْطَان عَنهُ وَعَن وَلَده وخلع عَلَيْهِمَا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشرى ربيع الآخر وَاسْتقر الْفَخر عوضا عَن معِين الدّين هبة الله ابْن حشيش صَاحب ديوَان الْجَيْش. وَلم يوفق ابْن شيخ السلامية وارتبك فِي الْمُبَاشرَة بِحَيْثُ أَن السُّلْطَان كَانَ إِذا سَأَلَهُ عَن كشف بلد وَفِي حادي عشرى ربيع الأول: ولى قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَابِلَة بِالْقَاهِرَةِ ومصر تَقِيّ الدّين أَحْمد بن عز الدّين عمر بن عبد الله الْمَقْدِسِي عوضا عَن سعد الدّين مَسْعُود الْحَارِثِيّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute