من جُمْلَتهَا أَرْبَعمِائَة فرس مِنْهَا مائَة حجرَة وَمِائَة فَحل ومائتان بغل وجميعها بسروج ولجم مسقطة بِالذَّهَب وَالْفِضَّة وَبَعضهَا سُرُوجهَا وركبها من الذَّهَب وَكَذَلِكَ لجمها وَكَانَ جُمْلَتهَا أَيْضا أبقار عدتهَا اثْنَان وَأَرْبَعُونَ رَأْسا وَمِنْهَا سرجان من ذهب مرصع بجوهر وفيهَا اثْنَان وَثَلَاثُونَ بازاً وفيهَا سيف قرَابه من ذهب مرصع وحياصة ذهب مرصع وفيهَا سِتّمائَة كسَاء وَغير دلك من القماش الغالي. وَكَانَ قد خرج المهمندار إِلَى لقائهم وأنزلهم بالقرافة قرب مَسْجِد الْفَتْح وهم جمع كَبِير جدا. وَكَانَ يَوْم طُلُوع الْهَدِيَّة من الْأَيَّام الْمَذْكُورَة فَفرق السُّلْطَان الْهَدِيَّة على الْأُمَرَاء بأسرهم على قدر مَرَاتِبهمْ حَتَّى نفدت كلهَا سوى الْجَوْهَر واللؤلؤ فَإِنَّهُ اخْتصَّ بِهِ فقدرت قيمَة هَذِه الْهَدِيَّة بِمَا يزِيد على مائَة ألف دِينَار. ثمَّ نقلت الْحرَّة إِلَى الميدان بِمن مَعهَا ورتب لَهَا من الْغنم والدجاج وَالسكر والحلوى والفاكهة فِي كل يَوْم بكرَة وَعَشِيَّة مَا عمهم وَفضل عَنْهُم. فَكَانَ مرتبهم فِي كل يَوْم عدَّة ثَلَاثِينَ رَأْسا من الْغنم وَنصف أردب أرزاً وقنطار حب رمان وَربع قِنْطَار سكرا وثماني فانوسيات شمع وتوابل الطَّعَام وَحمل إِلَيْهَا برسم النَّفَقَة مبلغ خَمْسَة وَسبعين ألف دِرْهَم وَكَانَت أُجْرَة حمل أثقال ركبهَا قد بلغت سِتِّينَ ألف دِرْهَم. ثمَّ خلع على جَمِيع من قدم مَعَ الْحرَّة فَكَانَت عدَّة الْخلْع مِائَتَيْنِ وَعشْرين خلعة على قدر طبقاتهم حَتَّى على الرِّجَال الَّذين قادوا الْخُيُول. وَحمل إِلَى الْحرَّة من الْكسْوَة مَا يجل قدره وَقيل لَهَا أَن تملي مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَقَالَت إِنَّه لَا يعوزها شَيْء إِنَّمَا تُرِيدُ عناية السُّلْطَان بإكرامها وإكرام من مَعهَا حَيْثُ كَانُوا. فَتقدم السُّلْطَان إِلَى النشو وَالِي الْأَمِير آقبغا بتجهيزها اللَّائِق بهَا فقاما بذلك واستخدما لَهَا السقائين والضوية وهيئا كل مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي سفرها من أَصْنَاف الْحَلْوَى وَالسكر والدقيق والبشماط وطلبا الجمالة لحل جهازها وأزودتها. وَندب السُّلْطَان مَعهَا جمال الدّين مُتَوَلِّي الجيزة وَأمره أَن يرحل بهَا فِي ركب لَهَا بمفردها قُدَّام الْمحمل ويمتثل كل مَا تَأمر بِهِ وَكتب لأميري مَكَّة وَالْمَدينَة بخدمتها أتم خدمَة. وَفِيه تجهز الْأَمِير بشتاك والأمير ألطنبغا المارديني وخوند طغاي زَوْجَة السُّلْطَان وست حدق وعدة من الدّور وَمن الخدام لسفر الْحجاز.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute