للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة خمسين وسِتمِائَة فِيهَا قدم الْأَمِير حسام الدّين أَبُو عَليّ من الْحجاز فَنزل فِي المعسكر من أَرض السانح بالصالحية وَقدم من بَغْدَاد الشَّيْخ نجم الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن أبي سعد البادرائي رَسُولا من الْخَلِيفَة للإصلاح بَين الْملك الْمعز أيبك وَالْملك النَّاصِر. فَتَلقاهُ القَاضِي بدر الدّين الْخضر بن الْحسن السنجاري من قطا وَمَعَهُ جمَاعَة وتحدث مَعَه فِي ذَلِك. فَأَرَادَ النَّاصِر أَن تُقَام لَهُ الخطة بديار مصر فَلم يرض الْملك الْمعز وَزَاد بِأَن طلب أَن يكون بِيَدِهِ - مَعَ مصر - من غزه إِلَى عقبَة فيق. وفيهَا وَردت الْأَخْبَار بِأَن منكوخان ملك التتر سير أَخَاهُ هولاكو لأخذ الْعرَاق فَسَار وأباد أهل بِلَاد الإسماعيلية قتلا ونهباً وأسراً وسبياً ووصلت غاراته إِلَى ديار بكر وميافارقين وَجَاءُوا إِلَى رَأس عين وسروج وَقتلُوا مَا ينيف على آلَاف وأسروا مثل ذَلِك وصادفوا قافلة سَارَتْ من حران تُرِيدُ بَغْدَاد فَأخذُوا مِنْهَا أَمْوَالًا عَظِيمَة من جُمْلَتهَا سِتّمائَة حمل سكر من عمل مصر وسِتمِائَة ألف دِينَار. وَقتلُوا الشُّيُوخ والعجائز وَسَاقُوا النِّسَاء وَالصبيان مَعَهم فَقطع أهل الشرق الْفُرَات وفروا خَائِفين. فَعِنْدَ ذَلِك أَزَال الْملك الْمعز اسْم الْملك الْأَشْرَف مُوسَى من الخطة وَانْفَرَدَ باسم السلطة وسجن الْأَشْرَف وَاسْتولى على الخزائن وَشرع فِي تَحْصِيل الْأَمْوَال فأحدث الْوَزير الأسعد شرف الدّين هبة الله بن صاعد بن وهيب الفائزي حوادث وَقرر على التُّجَّار وعَلى أَصْحَاب الْعقار أَمْوَالًا ورتب مكوساً وضمانات سَمَّاهَا الْحُقُوق السُّلْطَانِيَّة والمعاملات الديوانية وَأخذ الجوالي من الذِّمَّة مضاعفة وأحدث التصقيع والتقويم وعدة أَنْوَاع من الْمَظَالِم ورتب الْملك الْمعز مَمْلُوكه الْأَمِير سيف الدّين قطز نَائِب السلطة بديار مصر وَأمر عدَّة من مماليكه فَقَوِيت شَوْكَة البحرية وَزَاد شرهم وَصَارَ كَبِيرهمْ الْأَمِير فَارس الدّين أقطاي الجمدار الصَّالِحِي ملْجأ لَهُم يسألونه فِي حوائجهم وَيكون هُوَ المتحدث مَعَ الْملك الْمعز.

<<  <  ج: ص:  >  >>