للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واشتدث وَطْأَة النشو على النَّاس جَمِيعًا وأوحش مَا بَينه وَبَين الْأُمَرَاء كلهم وثلب أعراضهم عِنْد السُّلْطَان حَتَّى غَيره عَلَيْهِم. ثمَّ رتب النشو ضَامِن دَار الفاكهه فِي أَن وقف للسُّلْطَان وَسَأَلَ أَن يسامح بِمَا تَأَخّر عَلَيْهِ فَإِن دَار الْفَاكِهَة أوقف حَاله فِيهَا من أجل أَن الأعناب الْوَاصِلَة من نَاحيَة مرصفا وَغَيرهَا عصرت خمرًا بِنَاحِيَة شبْرًا فتعطل مَا كَانَ يُؤْخَذ مِنْهَا للديوان. فَطلب السُّلْطَان النشو ولؤلؤاً وسألهما عَن ذَلِك وَعَن نَاحيَة شبْرًا فَقَالَا: هِيَ للأمير بشتاك وديوانه إِبْرَاهِيم جمال الكفاة هُوَ الَّذِي يعصر فِيهَا. فرسم للوالي ولؤلؤ أَن يكسرا جَمِيع مَا بشبرا من جرار الْخمر وإحضار من هِيَ عِنْده فَطلب لُؤْلُؤ أستادار بشتاك وأخرق بِهِ فشق ذَلِك على بشتاك وشكاه للسُّلْطَان فَلم يلْتَفت إِلَى شكواه وَقَالَ: أستادارك وديوانك يعصران الْخمر ويتجوهان بك وَنَحْو هَذَا وَمضى الْوَالِي ولؤلؤ إِلَى شبْرًا وكسرا فِيهَا ألف جرة خمر وَوجدت جرار كَثِيرَة عَلَيْهَا ختم المخلص أخي النشو وَوجد لَهُ أَيْضا قند وسِتمِائَة جرة فِيهَا خمر عَتيق وَكَانَ مَعَهم أستادار الْأَمِير بشتاك ثمَّ ندب النشو بكتوت من مماليك الخازن وَهُوَ يَوْمئِذٍ شاد شونة الْأَمِير بشتاك لمرافعة إِسْمَاعِيل أستادار بشتاك وَإِبْرَاهِيم جمال الكفاة ديوانه فَخَلا بكتوت ببشتاك وعرفه أَن الْمَذْكُورين أخذا من الْخُصُوص خَمْسَة أُلَّاف أردب ومبلغ خمسين ألف دِرْهَم وأخذا من الشونة مائَة ألف دِرْهَم عِنْدَمَا رسم السُّلْطَان بِبيع الأردب بِثَلَاثِينَ درهما فباعوه بستين وبسبعين درهما وَذكر بِهِ أَشْيَاء من هَذَا النَّوْع. فانفعل لَهُ بشتاك وَبلغ السُّلْطَان ذَلِك وأحضر بكتوت مَعَه فَطلب السُّلْطَان حمال الكفاة وَإِسْمَاعِيل وَطلب النشو أَيْضا وَذكر لَهُ مَا قَالَ بكتوت وَأثْنى عَلَيْهِ وشكره فَاشْتَدَّ بأسه وَأخذ يجبهُ مباشري بشتاك بِمَا رماهم بِهِ. فَثَبت جمال الكفاة لمحاققته وَكَانَ مقداماً طلق الْعبارَة وَقَالَ للسُّلْطَان: أَنا الْمَطْلُوب بِكُل مَا يَقُوله هَذَا فَبَدَأَ النشو يذكر من أوراق المرافعة مَا يتَعَلَّق بالخصوص فَأجَاب بِأَن الَّذِي تولى قبضهَا الأستادار وممالكيه مَعَ مباشري النَّاحِيَة وَهَذِه أوراقهم مشمولة بخطوط الْعُدُول والمقبوض مِنْهَا أَزِيد مِمَّا كَانَ يقبض فِي أَيَّام الْأَمِير بكتمر الساقي بِكَذَا وَكَذَا. ثمَّ ذكر جمال الكفاة حَدِيث مَبِيع الشونة فَقَالَ: مُنْذُ باشرت عِنْد الْأَمِير مَا تنزلت إِلَى الشونة وَالَّذِي أبيع مِنْهَا كَذَا وَكَذَا أردب بِحُضُور شَاهد ديوَان الْأَمِير وَمَعَهُ شَاهدا إِضَافَة وَأَرْبَعَة أُمَنَاء وسماسرة من جِهَة الْمُحْتَسب. وَالسُّلْطَان يحضرهم ويكشف من دفاترهم عَمَّا قلته فَإِن وجده بِخِلَاف مَا قلته كَانَ فِي جِهَة وَكَانَ جزائي الشنق. فَلَمَّا فلج جمال الكفاة بِالْحجَّةِ قَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>