للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكتوت: ياخوند هَذَا يعصر أَرْبَعَة أُلَّاف جرة خمر فِي شبْرًا فنهره السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ. إيش صَحَّ من كلامك حَتَّى يَصح هَذَا وَأمر بِهِ فَأخْرج وَعرف بشتاك بِأَن النشو قد نَدبه لذَلِك فأسرها فِي نَفسه. فَالْتَفت النشو بعد ذَلِك إِلَى جِهَة الْأَمِير أقبغا عبد الْوَاحِد ونم عَلَيْهِ للسُّلْطَان بِأَن معامل ناحيتي أبيار والنحراوية قد انْكَسَرَ عَلَيْهِ مَال نَحْو ثَمَانِينَ ألف دِرْهَم من جِهَة أَن الْأَمِير أقبغا صَار يَأْخُذ من قزازي نَاحيَة طوخ مزِيد الَّتِي فِي إقطاعه عَن التفاصيل الَّتِي تعْمل بهَا مَا كَانَ يُؤْخَذ عَلَيْهَا إِذا حملت إِلَى أبيار والنحراوية وَأَنه عمل ختما بَاعه بدل ختم السُّلْطَان يخْتم بِهِ التفاصيل الْمَذْكُورَة وَذكر لَهُ عَنهُ أَشْيَاء تشبه هَذَا وأحضر بالحسام العلائي شاد أبيار والنحراوية ليحاقق آقبغا. فَأمر السُّلْطَان بإحضار آقبغا وَأَغْلظ لَهُ وَأمر الشاد بمحاققته فجبهه بِمَا رَمَاه بِهِ النشو واستطال عَلَيْهِ فخاف آقبغا وَلم يَأْتِ بِعُذْر يقبل فطرده السُّلْطَان عَنهُ وَأخذ يضع مِنْهُ والأمير بشتاك يسد خلله حَتَّى كف عَن الْقَبْض عَلَيْهِ. فشق ذَلِك على الخاصكية ووقعوا فِي النشو وَقد علمُوا أَن ذَلِك من أَفعاله. وفيهَا قدم كتاب الْأَمِير تنكز نَائِب الشَّام يشكو من الْأَمِير أيتمش نَائِب صفد من أجل أَنه مَا يمتثل أمره ويستبد بِغَيْر مُرَاجعَته فَأُجِيب بمراعاته وإكرامه. فَلم تطل مُدَّة أيتمش بعد ذَلِك سوى اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَمَات فَخلع على الْأَمِير طشتمر الساقي وَاسْتقر فِي نِيَابَة صفد وَزيد على إقطاع النِّيَابَة وأنعم على ولديه بإمرتين. وفيهَا خلع على الْأَمِير طيبغا حاجي وَاسْتقر فِي نِيَابَة غَزَّة عوضا عَن جركتمر فِي سَابِع عشرى ذِي الْحجَّة وَنقل جركتمر إِلَى نِيَابَة حمص. وفيهَا أخرج الأكز على إمرة طبلخاناه بِدِمَشْق فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشرى ذِي الْقعدَة فَكَانَت مُدَّة اعتقاله شهرا وَنصف شهر. وفيهَا عزل الْجمال ابْن الْأَثِير من كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر عوضه علم الدّين مُحَمَّد بن القطب.

<<  <  ج: ص:  >  >>