للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي ثامن عشره: بعث صَاحب تونس وإفريقية وتلمسان - أَبُو فَارس عبد الْعَزِيز - أسطولاً فِيهِ مِائَتَا فرس وَخَمْسَة عشر ألف مقَاتل من العسكرية والمطوعة لأخذ جَزِيرَة صقلية فنازلوا مَدِينَة مارز حَتَّى أخذوها عنْوَة ومضوا إِلَى مَدِينَة مالطة. وحصروها حَتَّى لم يبْق إِلَّا أَخذهَا فَانْهَزَمَ من جُمْلَتهمْ أحد الْأُمَرَاء من العلوج فَانْهَزَمَ الْمُسلمُونَ لهزيمته فَركب الفرنج أقفيتهم فاستشهد مِنْهُم فِي الْهَزِيمَة خَمْسُونَ رجلا من الْأَعْيَان ثمَّ إِنَّهُم ثبتوا وقبضوا على العلج الَّذِي شهر صفر أَوله الْأَحَد: فِي رَابِع عشره: خلع على السَّيِّد الشريف شهَاب الدّين كَاتب السِّرّ وَنزل إِلَى الْجَامِع المؤيدي وَقد اسْتَقر ناظره على الْعَادة فقرئ بِهِ تَقْلِيده بِكِتَابَة السِّرّ تولى قِرَاءَته منشأة القَاضِي شرف الدّين أَبُو بكر الْأَشْقَر نَائِب كَاتب السِّرّ. وَقد حضر قُضَاة الْقُضَاة الثَّلَاث وَلم يحضر الْحَنَفِيّ وَحضر الْأَمِير أركماس الدوادار وَكثر من الْأَعْيَان فَكَانَ من المجامع الحفلة الحشمة. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: ارْتَفع سعر الذَّهَب حَتَّى بلغ الدِّينَار الأفرنتي مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ درهما وارتفع أَيْضا سعر الغلال. وَقدم الْخَبَر بغلاء الأسعار بِمَدِينَة حلب ودمشق وَأَن بِدِمَشْق وحمص طاعون فَاش فِي النَّاس. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشرينه: خلع على قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين صَالح ابْن شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ وأعيد إِلَى قَضَاء الْقُضَاة عوضا عَن الْحَافِظ شهَاب الدّين أَحْمد بن حجر وخلع على قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين عبد الرَّحْمَن التفهني وأعيد إِلَى قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة عوضا عَن بدر الدّين مَحْمُود الْعَيْنِيّ ورسم باستقراره صدر الدّين أَحْمد بن مَحْمُود العجمي فِي ميشخة خانكاه الْأَمِير شيخو عوضا عَن قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين التفهني ورسم أَن لَا يزِيد الشَّافِعِي على عشرَة نواب والحنفي على ثَمَانِيَة والمالكي على سِتَّة والحنبلي على أَرْبَعَة فَكَانَ حسنا إِن تمّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>