رجلا من الْفُقَرَاء يعرف بِأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر ابْن الزياب أحد أَصْحَاب الشَّيْخ يحيى الصنافيري فَمَال إِلَى طَريقَة التصوف ورحل إِلَى الْيمن. ثمَّ قدم وَعمل الميعاد ونظم الشّعْر على طَرِيق الْقَوْم وَبنى زواية خَارج الْقَاهِرَة فَحصل لَهُ قبُول من الْعَامَّة. وَسمعت ميعاده بالجامع الْأَزْهَر وَقد تكلم فِي تَفْسِير آيَة من كتاب تَعَالَى فَأكْثر من النَّقْل الْجيد بِعِبَارَة حَسَنَة وَطَرِيقَة مليحة. وَحج مرَارًا ثمَّ رَحل إِلَى دمشق وَبنى بهَا زَاوِيَة وَعمل الميعاد فَأقبل عَلَيْهِ النَّاس وَزَاد اعْتِقَادهم فِيهِ بِمصْر وَالشَّام حَتَّى توفّي. وَنعم الرجل كَانَ. وَمَات بالنحريرية الأديب المعتقد نور الدّين عَليّ بن عبد الله الشهير بِابْن عامرية فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر شهر ربيع الآخر وَأكْثر شعره - رَحمَه الله - فِي المدائح النَّبَوِيَّة.