فرج إِلَى الْقَاهِرَة كَانَ مِمَّن قدم مَعَه وولاه نظر الاصطبل. ثمَّ نَاب عَن القَاضِي كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ فِي كِتَابَة السِّرّ وَقَامَ بأعباء الدِّيوَان فِي أَيَّام الْعلم دَاوُد بن الكويز وَمن بعده واستقل بِكِتَابَة السِّرّ فاستبد بتدبير المملكة وَكثر مَاله رَحمَه الله. وَمَات نور الدّين عَليّ السفطي وَكيل بَيت المَال الْمَعْمُور فِي لَيْلَة وَمَات السَّيِّد الشريف عجلَان بن نعير بن مَنْصُور بن جماز بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا بن دَاوُد بن قَاسم بن عبيد الله بن طَاهِر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَبُو طَالب رَضِي الله عَنهُ مقتولا فِي ذِي الْحجَّة. وَقد ولي إمرة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مرَارًا وَقبض عَلَيْهِ فِي موسم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحمل فِي الْحَدِيد إِلَى الْقَاهِرَة فسجن ببرج فِي قلعة الْجَبَل ثمَّ أفرج عَنهُ وَكَانَ فِي الإفراج عَنهُ ذكرى من كَانَ لَهُ قلب. وهم أَن عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ قَاضِي الْقُضَاة بِبَغْدَاد ثمَّ بِدِمَشْق رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ بِمَسْجِد الرَّسُول - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَإِذا بالقبر قد فتح وَخرج مِنْهُ رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَجلسَ على شفيره وَعَلِيهِ أَكْفَانه وَأَشَارَ بِيَدِهِ الْكَرِيمَة إِلَى عبد الْعَزِيز هَذَا فَقَامَ إِلَيْهِ حَتَّى دنا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ: قل للمؤيد يفرج عَن عجلَان فانتبه وَصعد إِلَى قلعة الْجَبَل. وَكَانَ من جملَة جلساء السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد شيخ المحمودي وَجلسَ على عَادَته بمجلسه وَحلف لَهُ بالأيمان الحرجة أَنه مَا رأى عجلَان قطّ وَلَا بَينه معرفَة. ثمَّ قصّ عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ فَسكت ثمَّ خرج بِنَفسِهِ بعد انْقِضَاء الْمجْلس إِلَى مرماة النشاب الَّتِي قد استجدها بِطرف الدركاه واستدعى بعجلان من سجنه بالبرج وَأَفْرج عَنهُ وَأحسن إِلَيْهِ. وَقد حَدثنِي قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين بِهَذِهِ الرُّؤْيَا غير مرّة وَعنهُ كتبتها وَعِنْدِي مثل هَذَا الْخَبَر فِي حق بني حُسَيْن عدَّة أَخْبَار صَحِيحَة فإياك والوقيعة فِي أحد مِنْهُم فَلَيْسَتْ بِدعَة المبتدع مِنْهُم أَو تَفْرِيط المفرط مِنْهُم فِي شَيْء من الْعِبَادَات أَو ارتكابه محرما من الْمُحرمَات بمخرجه من بنوة الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَالْوَلَد ولد على حَال عق أَو فجر. وَمَات الشريف خشرم بن دوغان بن جَعْفَر بن هبة بن جماز بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة الْحُسَيْن مقتولاً فِي ذِي الْحجَّة أَيْضا فِي الْحَرْب. وَمَات الْوَاعِظ الْمُذكر بِاللَّه شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عمر بن عبد الله الْمَعْرُوف بالشاب التائب بِدِمَشْق فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر رَجَب عَن نَحْو سبعين سنة ومولده ومنشأه بِالْقَاهِرَةِ. وَكَانَ من جملَة طلبة الْعلم الشَّافِعِيَّة ثمَّ صحب فِي أثْنَاء عمره