للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحبته من أهل الْعِبَادَة والنسك. وَرَأس مُدَّة. واتصل بِالظَّاهِرِ برقوق وَولي نظر المارستان المنصوري. وجال فِي الأقطار فَدخل بَغْدَاد والحجاز واليمن والهند رَحمَه الله. وَمَات شمس الدّين مُحَمَّد بن سعيد الْمَعْرُوف بسويدان أحد أَئِمَّة السُّلْطَان فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع صفر. كَانَ أَبوهُ عبدا أسوداً يسكن القرافة. وَحفظ هُوَ القرآنمع الأجواق فأعجب الظَّاهِر برقوق صَوته فَجعله أحد أئمته وَاسْتمرّ فولاه النَّاصِر فرج حسبَة الْقَاهِرَة. ثمَّ عزل فَعَاد كَمَا كَانَ يقْرَأ فِي الأجواق عِنْد النَّاس وَيَأْخُذ الْأُجْرَة على ذَلِك وَصَارَ رَئِيس جوقة حَتَّى مَاتَ على ذَلِك. وَكَانَ أسود اللَّوْن. وَمَات نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد البارنباي الشَّافِعِي فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر شهر ربيع الأول وَقد أناف على السِّتين. وَقد برع فِي الْفِقْه وأصوله وَفِي الْعَرَبيَّة والحساب ودرس وخطب عدَّة سِنِين بدمياط والقاهرة. وَمَات الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن الْمَوَّاز فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشر ربيع الأول. وَقد قدم إِلَى زيارتي على عَادَته. وطلع إِلَى سلما كنت فِي بَيت بأعلاه فَمَا هُوَ إِلَّا أَن خلع إِحْدَى نَعْلَيْه خر على وَجهه ثمَّ رفع رَأسه وَنزل إِلَى الأَرْض وَأَنا أستدنيه إِلَى وأعتبه على انْقِطَاعه أَيَّامًا عني فزحف قدر ذراعين وَسقط إِلَى الأَرْض فَإِذا هُوَ قد مَاتَ رَحمَه الله. فَلَقَد كَانَ لي بِهِ أنس وَله فِي اعْتِقَاد كَبِير وبلوت مِنْهُ تألهاً وديانة وَعبادَة مرضية فرأيته سحر يَوْم الْجُمُعَة الْعشْرين من صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد اضطجعت بعد الْوتر وَكَأَنَّهُ قدم عَليّ على عَادَته لزيارتي فَقُمْت فَرحا بِهِ وَأَنا أذكر أَنه ميت. وَقلت كالمباسط لَهُ: كَيفَ دَار الْبلَاء فهش. فَقلت لَهُ: أسلمت من عَذَاب الْقَبْر قَالَ: نعم. قلت وَأَنت الْآن لَا تعذب وَلَا يشوش عَلَيْك قَالَ: نعم. قلت فَلَقِيت الله. فأيقظني صَوت رجل قريب مني قبل أَن يُخْبِرنِي رَحمَه الله تَعَالَى. وَمَات الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الشطنوفي الشَّافِعِي فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشْرين شهر ربيع الأول وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وبرع فِي الْفِقْه والفرائض والعربية وَغير ذَلِك. ودرس سِنِين عديدة فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة. وَمَات بدر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مزهر الدِّمَشْقِي فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشرينه جُمَادَى الْآخِرَة عَن نَحْو خمسين سنة. ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَهُوَ من بَيت رياسة. ولي أَبوهُ كِتَابَة الْإِنْشَاء بِدِمَشْق. واشتهرت رياسته ومكارمه وباشر هُوَ كِتَابَة الْإِنْشَاء بِدِمَشْق واتصل بنائبها الْأَمِير شيخ المحمودي فَلَمَّا قدم بعد قتل النَّاصِر

<<  <  ج: ص:  >  >>