للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي رَابِع عشرينه: قدم الْأَمِير هابيل بن الْأَمِير قرا يلك وَمن مَعَه فِي الْحَدِيد فشهروا بِالْقَاهِرَةِ إِلَى القلعة وسجنوا بهَا. وَفِيه قدم مبشرو الْحَاج. وَفِيه نُودي على النّيل بِزِيَادَة إِصْبَع لتتمة تِسْعَة عشر ذِرَاعا وَسِتَّة عشر إصبعاً وَوَافَقَ ذَلِك ثامن عشْرين توت ثمَّ لم يناد عَلَيْهِ فَكَانَت هَذِه زِيَادَة مَاء النّيل فِي هَذِه السّنة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كَانَت حَرْب بنواحي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بَين بني حُسَيْن قتل فِيهَا غير وَاحِد من أعيانهم. وَفِيه كَانَ خراب مَدِينَة توريز. وَسبب ذَلِك أَن متملكها اسكندر بن قرا يُوسُف قرا مُحَمَّد بَين بيرم خجا زحف على مَدِينَة السُّلْطَانِيَّة وَقتل متوليها من جِهَة ملك الْمشرق شاه رخ بن تيمور كركان فِي عدَّة من أعيانها وَنهب وأفسد فَسَار إِلَيْهِ جموع كَبِيرَة فَخرج اسكندر من توريز وَجمع لحربه ولقيه وَقد نزل خَارج توريز فَانْتدبَ لمحاربته الْأَمِير قرا يلك صَاحب آمد وَقد لحق بشاه رخ وأمده بعسكر كَبِير وقاتله خَارج توريز فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشره قتالاً شَدِيدا قتل فِيهِ كثير من الفئتين وَانْهَزَمَ اسكندر وهم فِي إثره يطلبونه ثَلَاثَة أَيَّام ففاتهم هَذَا. وَقد نهبت جقطاي عَامَّة تِلْكَ الْبِلَاد وَقتلُوا وَسبوا وأسروا وفعلوا مَا يشنع ذكره. ثمَّ إِن شاه رخ ألزم أهل توريز بِمَال كَبِير احتاجهم فِيهِ أَمْوَالهم حَتَّى لم يدع بهَا مَا تمتد إِلَيْهِ الْعين ثمَّ جلاهم بأجمعهم إِلَى سَمَرْقَنْد فَمَا ترك إِلَّا ضَعِيفا عَاجِزا لَا خير فِيهِ ورحل بعد مُدَّة يُرِيد بِلَاده وَقد اشْتَدَّ الغلاء مَعَه فأعقب رحيله عَن توريز جَراد عَظِيم لم يتْرك بهَا وَلَا بِجَمِيعِ أَعماله خضرًا وانتشرت الأكراد بِتِلْكَ النواحي تعبث وتفسد ففقدت الأقوات حَتَّى أبيع اللَّحْم الرطل بعده دَنَانِير. وَصَارَ فِيمَا بَين توريز وبغداد مَسَافَة عشْرين يَوْمًا وأزيد خراباً يباباً وَأما اسكندر فَإِنَّهُ جال فِي بِلَاد الأكراد وَقد رقعت بهَا الثلوج مُدَّة ثمَّ صَار إِلَى قلعة سلماس فحصره بهَا الأكراد فنجا وتشتت فِي الْبِلَاد. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان العَبْد الصَّالح شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الصُّوفِي بعد مَا عمي سِنِين فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر الْمحرم. ومولده فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة. وَهُوَ أحد من

<<  <  ج: ص:  >  >>