ملكا بهَا ورحل عَنْهَا لثمان بَقينَ من ربيع الآخر. فَدخل دمشق ثَالِث جُمَادَى الأولى وَأقَام بهَا إِلَى سَابِع عشريه وبرز وَسَار إِلَى بيسان فَعبر نهر الْأُرْدُن فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة وأغار على بيسان فأحرقها ونهبها وَفعل ذَلِك بعدة قلاع وأوقع بِكَثِير من الفرنج وَاجْتمعَ بِعَين جالوت من الفرنج خلق كثير ثمَّ رحلوا وَأسر السُّلْطَان مِنْهُم كثيرا وَخرب من الْحُصُون حصن بيسان وحصن عفر بِلَا وزرعين وَمن الأبراج والقرى عشرَة وَعَاد إِلَى دمشق لست بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ خرج فِي يَوْم السبت ثَالِث رَجَب يُرِيد الكرك فنازله مُدَّة وَلم ينل مِنْهُ عرضا فَسَار إِلَى دمشق وَقد وصل إِلَيْهِ أَخُوهُ الْملك الْعَادِل من مصر فِي رَابِع شعْبَان. فَاجْتمع السُّلْطَان بأَخيه الْملك الْعَادِل على الكرك وَقد خرج إِلَيْهِ بعسكر مصر. وَفِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشره: رَحل الْملك المظفر تَقِيّ الدّين من الكرك إِلَى مصر عوضا عَن الْعَادِل وارتجع عَن الْعَادِل إقطاعه بِمصْر وَهُوَ سَبْعمِائة ألف دِينَار فِي كل سنة فَجهز إِلَيْهَا الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب وَمَعَهُ القَاضِي الْفَاضِل وأنعم على تَقِيّ الدّين بالفيوم وأعمالها مَعَ القايات وبوش وَأبقى عَلَيْهِ مَدِينَة حماة وَجَمِيع أَعمالهَا. وَوصل السُّلْطَان إِلَى دمشق لثمان بَقينَ من رَمَضَان وَبعث بِالْملكِ الْعَادِل إِلَى حلب فِي ثَانِي رَمَضَان. فَقدم الظَّاهِر على أَبِيه بِدِمَشْق وَمَعَهُ يازكج وَقدم شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين وشهاب الدّين بشير من عِنْد الْخَلِيفَة النَّاصِر ليصلحا بَين السُّلْطَان وَبَين عز الدّين صَاحب الْموصل ومعهما القَاضِي محيي الدّين أَبُو حَامِد بن كَمَال الدّين الشهرزورى وبهاء الدّين بن شَدَّاد فأقاموا مُدَّة ورحلوا بِغَيْر طائل فِي سَابِع ذِي الْحجَّة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute