بالمقارع وَحمى الْفراش من آقبغا. فَلَمَّا أفضت السلطة إِلَيْهِ بعد موت أَبِيه عرف الْأَمِير قوصون والأمير طقزدمر النَّائِب بِيَمِينِهِ فَأَجَابَهُ قوصون إِلَى مصادرته أَولا قبل ضربه وَأَرَادَ بذلك مدافعة عَنهُ فَقبض عَلَيْهِ ورسم للأمير طيبغا المجدي والأمير نحم الدّين بلبان الحسامي البريدي وَالِي الْقَاهِرَة بإيقاع الحوطة على موجوده وَسلم وَلَده الْكَبِير للمقدم إِبْرَاهِيم بن صابر. فَبَاتَ آقبغا ليلته بِغَيْر أكل وَأصْبح يَوْم الثُّلَاثَاء أول صفر فَتحدث لَهُ الْأُمَرَاء أَن ينزل فِي ترسيم طيبغا المجدي ليتصرف فِي أُمُوره فَنزل صحبته وَأخذ فِي بيع موجوده. وَكَانَ مِمَّا أبيع لَهُ سَرَاوِيل لزوجته بِمِائَتي ألف دِرْهَم فضه وقبقاب وخف نسَائِي وسرموجة لامْرَأَته بِخَمْسَة وَسبعين ألف دِرْهَم فثار بِهِ جمَاعَة مِمَّن ظلمهم فِي أَيَّام تحكمه وطلبوا حُقُوقهم مِنْهُ وَشَكَوْهُ. فأقسم السُّلْطَان لمن لم يرضهم ليسمرنه على جمل ويشهره بِالْقَاهِرَةِ فَفرق فيهم مِائَتي الف دِرْهَم حَتَّى سكتوا عَنهُ. وَفِي يَوْم الْأَحَد سادسه: خلع على الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن المحسني وَاسْتقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن نجم الدّين بلبان الحسامي البريدي لقلَّة حرمته. وخلع على نجم الدّين وَاسْتقر فِي ولَايَة مصر. وَفِيه قدم الْأَمِير بدر الدّين أَمِير مَسْعُود بن خطير من الشَّام على الْبَرِيد باستدعاء. وَفِيه رسم لِابْنِ المحسني وَالِي الْقَاهِرَة أَن يستخلص من خَالِد وَابْن معِين مقدمي دَار الْوَالِي مَالا من أجل طمعهما وَكَثْرَة تحكمهما. وَفِيه أَيْضا قبض على الصَّدْر الطَّيِّبِيّ نَاظر الْمَوَارِيث وَسلم إِلَى الْوَالِي على مَال يحملهُ فعاقبه الْوَالِي حَتَّى حمل مَالا جزيلاً. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سابعه: خلع على الْأَمِير بدر أَمِير مَسْعُود وَاسْتقر حاجبا عوض عَن الْأَمِير برسبغا على إمرته بِغَيْر وَظِيفَة. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تاسعه: قبض على مقدم الدولة إِبْرَاهِيم بن صابر وَسلم لمُحَمد بن شمس الدّين الْمُقدم وأحيط بأمواله. فَوجدَ لَهُ نَحْو تسعين حجرَة فِي الجشار وَمِائَة وَعشْرين بقرة فِي الزرايب ومائتي كَبْش وجوقتين كلاب سلوقية وعدة طيور جوارح مَعَ بزدارية وَوجد لَهُ من الغلال وَغَيرهَا شَيْء كثير فَعُوقِبَ وَحمل المَال شَيْئا بعد شَيْء. وَفِيه جهز ابْن طغيه وَقَرِيب الشَّيْخ حسن كجك وسفرا وَكتب إِلَى نواب الشَّام بإكرامهما. وَفِيه وَقع بَين قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين الغوري الْحَنَفِيّ وَبَين موفق الدّين نَاظر الدولة بِسَبَب معلومه وَقد توقف صرفه فَكتب قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين إِلَيْهِ ورقة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute