وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشريه: قدم محمل الْحَاج من الْحجاز صُحْبَة ملكتمر الْحِجَازِي وَفِيه أَيْضا قدم الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن بيلبك الحسني من دمشق على الْبَرِيد بالاستدعاء. وَفِيه أنعم الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْأَمِير بكتمر الساقي أحد العشرات بإمرة طبلخاناة وَقدم الْبَرِيد من حلب بِأَن الْأَمِير بن فياض وَسليمَان بن مهنا وأخوتهما قطعُوا الطَّرِيق على التُّجَّار عِنْدَمَا بَلغهُمْ أَن أَمِيرهمْ مُوسَى بن مهنا قد قبض عَلَيْهِ بعد موت السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد وَكَانَ مُوسَى قد خلع عَلَيْهِ وسافر. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سلخه: قبض على الْأَمِير أقبغا عبد الْوَاحِد وَأَوْلَاده وخلع على الْأَمِير طقتمر الأحمدي وأستقر أستادار عوضه. وَسبب ذَلِك أَنه فِي أَيَّام السُّلْطَان الْملك النَّاصِر قد ولي الأستادارية وتقدمة المماليك وَشد العمائر وتحكم فِي سَائِر الْأُمُور وأرباب الأشغال وعظمت مهابته. فاتفق أَنه غضب على فرَاش لَهُ وَضَربا مبرحا كَمَا هِيَ عَادَته. فخدم الْفراش عِنْد أبي بكر ابْن السُّلْطَان ليحميه من آقبغا فَبعث آقبغا فِي طلبه فَمَنعه أَبُو بكر وَأرْسل مَعَ مَمْلُوكه يَقُول لَهُ: أُرِيد أَن تهبني هدا الْفراش فَأَغْلَظ آقبغا على الْمَمْلُوك وسبه وَقَالَ قل لَهُ يُرْسل الْفراش وَهُوَ جيد لَهُ وَكَانَ أَبُو بكر قبل ذَلِك خرج من الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة إِلَى بَيته وآقبغا يضْرب مَمْلُوكا فَوقف وشفع فِيهِ فَلم يعبأ بِهِ آقبغا وَلَا قبل شَفَاعَته وَسَار وَاقِفًا وآقبغا قَاعد فَانْصَرف أَبُو بكر وَقد خجل. فَلَمَّا أعَاد مَمْلُوكه جَوَاب آقبغا غضب وَحلف لَئِن صَار سُلْطَانا ليصادرنه وليضربنه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute