النشو بأولاد ابْن الجيعان حَتَّى سلمهم إِلَى لُؤْلُؤ فعاقبهم حَتَّى هَلَكُوا وَأخذ موجودهم فَلم يكتف بذلك فَقبض على أقاربهم وألزامهم وصودر جمَاعَة بسببهم. وَفِيه خلع عَليّ عَلَاء الدّين عَليّ بن حسن المرواني الكاشف وَاسْتقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن بلبان المحسني. وَتَوَلَّى المرواني هدم قناطر السبَاع الَّتِي عمرها الظَّاهِر بيبرس على الخليح بَين الْقَاهِرَة ومصر وزيدت فِي سعتها عشرَة أَذْرع وأعيدت أحسن مَا كَانَت وَركبت السبَاع الَّتِي كَانَت عَلَيْهَا من عهد الظَّاهِر على حَالهَا. وفيهَا كثر شغف السُّلْطَان بمملوكه ألطنبغا المارديني شغفاً زَائِدا وَقَاه فَأحب أَن ينشئ لَهُ جَامعا تجاه ربع الْأَمِير سيف الدّين طغي خَارج بَاب زويلة وَاشْترى عدَّة دور من ملاكها برضاهم. فَانْتدبَ السُّلْطَان لذَلِك النشو فَطلب أَرْبَاب الْأَمْلَاك وَقَالَ لَهُم: الأَرْض للسُّلْطَان وَلكم قيمَة الْبناء ومازال بهم حَتَّى ابتاعها مِنْهُم بِنصْف مَا فِي مكاتيبهم من الثّمن وَكَانُوا قد أَنْفقُوا فِي عمارتها بعد مشتراها جملَة فَلم يعْتد لَهُم مِنْهَا بِشَيْء. وَقَامَ المارديني فِي عمَارَة الْجَامِع حَتَّى تمّ فِي أحسن هندام فجَاء مصرفه ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم ونيف سوى مَا أنعم بِهِ عَلَيْهِ السُّلْطَان من الْخشب والرخام وَغَيره. وخطب بِهِ الشَّيْخ ركن الدّين عمر بن إِبْرَاهِيم الجعبري من غير أَن يتَنَاوَل لَهُ مَعْلُوما. وفيهَا عمرت قلعة جعبر الْمَعْرُوفَة قَدِيما بدوسر وَكَانَت قد تلاشت بعد أَخذ الْمغل لَهَا فَلَمَّا كملت رتب فِي نيابتها الْأَمِير صارم الدّين بكتوت السنجري نَائِب الرحبة وفيهَا وَقعت قصَّة بدار الْعدْل تَتَضَمَّن الوقيعة فِي النشو وتذكر ظلمه وتسلط أَقَاربه على النَّاس وَكَثْرَة أَمْوَالهم وتعشق صهره ولي الدولة لشاب تركي. وَكَانَ قبل ذَلِك قد ذكر الْأَمِير قوصون للسُّلْطَان أَن عُمَيْرًا الَّذِي شغف بِهِ الْأَمِير ألماس قد ولع بِهِ أقَارِب النشو وأنفقوا عَلَيْهِ الْأَمْوَال الْكَثِيرَة فَلم يقبل السُّلْطَان فِيهِ قَول قوصون أَو غَيره من الْأُمَرَاء لمعرفته بكراهتهم لَهُ. فَلَمَّا قُرِئت عَلَيْهِ الْقِصَّة قَالَ: أَنا أعرف من كتبهَا وأستدعي النشو وَدفعهَا إِلَيْهِ وَأعَاد لَهُ مَا رَمَاه بِهِ الْأَمِير قوصون. فَحلف النشو على بَرَاءَة أَقَاربه من هَذَا الشَّاب وَإِنَّمَا هَذَا وَمثله مِمَّا يَنْقُلهُ حَوَاشِي الْأَمِير قوصون إِلَيْهِ ليبلغه قوصون إِلَى السُّلْطَان حَتَّى يتَغَيَّر خاطره ويوقع بِهِ وبأقاربه وَبكى وَانْصَرف. فَطلب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute