للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَده. فَلَمَّا ضرب قرموط أَمر الأكز بإحضار وَلَده وضربه فَضرب وَهُوَ يتحسر عَلَيْهِ جَزَاء بِمَا تقدم مِنْهُ. فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهِ الْبلَاء ضرب نَفسه بسكين فِي حلقومه ليهلك فبادر الأعوان وأخذوها مِنْهُ وَقد جرحت حلقه فأسرف الأكز فِي عُقُوبَته وعقوبة رفقائه وَضرب الْقصب فِي أظفار ابْن أبي الزين. ثمَّ خرج النشو إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة. فَقدم الْأَمِير تنكز نَائِب الشَّام يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشر رَجَب وَهُوَ مقدمه الْعَاشِر فَقَامَ فِي خلاص ابْن هِلَال الدولة وساعده الْأَمِير قوصون حَتَّى أفرج عَنهُ. ثمَّ قدم النشو من الْإسْكَنْدَريَّة فشق عَلَيْهِ أَن ابْن هِلَال الدولة قد أفرج عَنهُ وأغرى بِهِ السُّلْطَان حَتَّى أَمر الْوَالِي بإحضاره إِلَى القلعة وَخرج إِلَيْهِ الأكز وأخرق بِهِ وبلغه عَن السُّلْطَان أَنه مَتى اجْتمع بِهِ أحد شنقه فَنزل وَأقَام بالقرافة منجمعاً بهَا عَن النَّاس. وَأَفْرج عَن أَقَاربه وألزمه وَعَن تجار الشرابشيين بَعْدَمَا كتب النشو عَلَيْهِم إشهادات بِأَنَّهُم لَا حق لَهُم فِي جِهَة بَيت المَال وَكَانَ قد تجمع لَهُم عَن ثمن تشاريف مبلغ بِخَمْسِمِائَة ألف دِرْهَم على الخزانة فَذهب عَلَيْهِم وصودروا مَعَ ذَلِك وَاحْتج عَلَيْهِم النشو بِأَنَّهُم ربحوا على السُّلْطَان فِيمَا تقدم أَمْوَالًا جمة وَضرب مِنْهُم جمَاعَة بالمقارع واستأصل أَمْوَال كثير مِنْهُم. وَفِيه كتب إِلَى نَائِب الشَّام بعد سَفَره فِي يَوْم السبت حادي عشر رَجَب بِحمْل عَلَاء الدّين عَليّ بن حسن المرواني وَالِي بر دمشق لستقر فِي كشف الشرقية بِتَعْيِين الْأَمِير مَسْعُود بن خطير. فَقدم المرواني وخلع عَلَيْهِ بكشف الْوَجْه البحري فكبس الْبِلَاد وَجمع سِتِّينَ رجلا من المفسدين ووسطهم بِمَدِينَة بلبيس. وعلقهم على الْخشب وأحدث عقوبات مشنعة: مِنْهَا أَنه كَانَ ينعل الرجل فِي قَدَمَيْهِ كَمَا ينعل الْفرس ويمشيه حَتَّى يشهره وَمِنْهَا أَنه كَانَ يعلق الرجل فِي خطَّاف من حَدِيد يحتكه حَتَّى يَمُوت فأرهب النَّاس بالشرقية والغربية والبحيرة والمنوفية وأشوم بِكَثْرَة أثاره المهولة فِيهَا. وفيهَا صرف شرف الدّين أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود كَاتب السِّرّ

<<  <  ج: ص:  >  >>