وَفِي تدريس الْجَامِع الحاكمي الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عَدْلَانِ. وَفِيه قدم الْأَمِير أيتمش المحمدي من عِنْد أبي سعيد وَقد عقد الصُّلْح بَينه وَبَين السُّلْطَان وخطب بذلك فِي يَوْم الْجُمُعَة بِمَدِينَة توريز على مِنْبَر الْجَامِع وَقد حمل الْأَمِير أيتمش مَعَه نُسْخَة الْأَيْمَان الَّتِي تَتَضَمَّن حلف أبي سعيد وجوبان والوزير وَمَا أنعم بِهِ عَلَيْهِ أَبُو سعيد: وَهُوَ مَا قِيمَته نَحْو المائتي ألف دِرْهَم ولؤلؤاً اشْتَرَاهُ بِأَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم قوم بِمِائَة ألف. وَقدم أيتمش ذَلِك كُله للسُّلْطَان وَحلف أَلا يدْخل فِي ملكه فَقبله مِنْهُ وأنعم عَلَيْهِ بِمِائَة ألف دِرْهَم وَحمل لَهُ كريم وَفِي يَوْم الْخَمِيس سلخ ربيع الأول: قبل الظّهْر ولد للسُّلْطَان ولد ذكر من حظيته طغاي سَمَّاهُ أنوك وَفِيه وقف بعض بزدارية السُّلْطَان وشكا أَن أحد أجناد الْأَمِير بكتمر الْحَاجِب تزوج بامرأته من غير أَن يكون قد طَلقهَا وَأَنه رشا الشُّهُود حَتَّى فعلوا لَهُ ذَلِك. فكشف علم الدّين الخازن وَالِي الْقَاهِرَة عَن قَوْله فَتبين كذبه وَأَنه طلق الْمَرْأَة وَانْقَضَت عدتهَا ثمَّ تزوجت بالجندي فتعصب الْأَمِير بكتمر على البازدار لظُهُور كذبه فحنق السُّلْطَان وَأمر الْوَالِي بتعزير الشُّهُود ومنعهم من تحمل الشَّهَادَة وإلزام الجندي بِطَلَاق الْمَرْأَة وردهَا إِلَى البازدار فَكَانَ هَذَا من الْأُمُور الشنيعة. وَفِيه قبض على القَاضِي كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن الْعلم بن هبة الله بن السديد نَاظر الْخَاص ووكيل السُّلْطَان فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشره ربيع الآخر بَعْدَمَا تجهز ليسافر فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشره إِلَى الشَّام. فعندما طلع إِلَى القلعة على الْعَادة وَوصل إِلَى الدركاه منع من الدُّخُول إِلَى السُّلْطَان وعوق بدار النِّيَابَة هُوَ وَولده علم الدّين عبد الله وكريم الدّين أكْرم الصَّغِير نَاظر الدولة. وَوَقعت الحوطة على دور كريم