للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وأهلت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ: وَقد أبل السُّلْطَان من مَرضه فَرَحل من حران وَنزل حلب فِي رَابِع عشر الْمحرم وَمر من حلب إِلَى حمص فرتب أمورها واسقط المكوس لمنافرة كَانَت بَينه وبن ابْن عَمه المظفر تَقِيّ الدّين فَقدم عَلَيْهِ بأَهْله وحشمه لسبع بَقينَ من جُمَادَى الأولى وَصرف الْعَادِل عَن حلب ولقرر عوضه بهَا الْملك الظَّاهِر غياث الدّين غَازِي ابْن السُّلْطَان وَعوض الْعَادِل الشرقية بديار مصر. وَصرف المظفر تَقِيّ الدّين عمر من ديار مصر ونيابتها فَغَضب لذَلِك وَعبر بِأَصْحَابِهِ إِلَى الجيزة يُرِيد اللحاق بغلامه شرف الدّين قراقوش التَّقْوَى وَأخذ بِلَاد الْمغرب وَجعل مَمْلُوكه بوري فِي مقدمته فَبلغ ذَلِك السُّلْطَان فَكتب إِلَيْهِ يَأْمُرهُ بالقدوم عَلَيْهِ فقبح الأكابرعليه مشاقته السُّلْطَان وَحَذرُوهُ فَأجَاب وَتوجه إِلَى دمشق فوصلها ثَالِث عشري شعْبَان وَاسْتمرّ على مَا بِيَدِهِ من حماة والمعرة ومنبج وأضيف إِلَيْهِ ميافارقين وَكتب إِلَى أَصْحَابه فقدموا عَلَيْهِ من مصر ماخلا زين الدّين بوري مَمْلُوكه فَإِنَّهُ سَار إِلَى الْمغرب وَملك هُنَاكَ مَوَاضِع كنيرة. ثمَّ قَصده صَاحب الْمغرب وأسره ثمَّ أطلقهُ وَقدمه. وَوصل الْأَفْضَل على ابْن السُّلْطَان من الْقَاهِرَة إِلَى دمشق يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر جُمَادَى الأولى وَهُوَ أول قدومه إِلَيْهَا وَسَار الْملك الْعَزِيز عُثْمَان إِلَى ملك مصر وَمَعَهُ عَمه الْعَادِل أتابكا. وَكَانَ خُرُوج الْعَادِل من حلب لَيْلَة السبت رَابِع عشري صفر فدخلا إِلَى الْقَاهِرَة فِي خَامِس رَمَضَان. وَوَقع الْخلف بَين الفرنج بطرابلس فالتجأ القومص إِلَى السُّلْطَان وَصَارَ يناصحه وَاسْتولى الإبرنس ملك الفرنج بالكرك على قافلة عَظِيمَة فَأسر من فِيهَا وَامْتنع من إِجَابَة السُّلْطَان إِلَى إِطْلَاقهم فتجهز السُّلْطَان لمحاربته وَكَاتب الْأَطْرَاف بِالْمَسِيرِ لقتاله. وفيهَا مَاتَ بِمصْر عبد الله بن أبي الْوَحْش بري بن عبد الْجَبَّار بن بري النَّحْوِيّ لَيْلَة

<<  <  ج: ص:  >  >>