وَفِي ثَالِث شعْبَان: قدم المجردون إِلَى النّوبَة وَقد غَابُوا ثَمَانِيَة أشهر. وَفِيه منع الأجناد من الِاجْتِمَاع بسوق الْخَيل. وَفِيه قدم الْخَبَر بهبوب الرّيح فِي بِلَاد الصَّعِيد وَأَنَّهَا اقتلعت من نَاحيَة عرب قمولة زِيَادَة على أَرْبَعَة أُلَّاف نَخْلَة فِي سَاعَة وَاحِدَة وأخرحت عدَّة أَمَاكِن بأحميم وأسيوط وأسوان وبلاد السودَان وَهلك مِنْهَا كثير من النَّاس وَالدَّوَاب. وَفِي ذِي الْقعدَة: طُولِبَ الصاحب أَمِين الدّين والموفق نَاظر الدولة بِثمن كتَّان من خراج الجيزة قِيمَته مائَة ألف دِرْهَم خص الصاحب مِنْهَا مبلغ خمسين ألفا وَخص الْمُوفق مبلغ خَمْسَة وَعشْرين ألفا فاستخرج ذَلِك من جوامك المباشرين. وَكَانَ قاع النّيل فِي هَذِه السّنة سِتَّة أَذْرع وَعشْرين أصبعاً وَكَانَ الْوَفَاء فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع شعْبَان وثامن مسرى. وانتهت الزِّيَادَة إِلَى ثمانيه عشر ذِرَاعا وَتِسْعَة عشمر أصبعاً فغرقت الأقصاب والمعاصر وَكَثْرَة من شون الغلال وَصَارَت المراكب لَا تَجِد برا تضرب فِيهِ الوتد من قوص إِلَى الْقَاهِرَة وغرقت الفيوم لانْقِطَاع جسرها وَتوجه الْأَمِير بكتمر الحسامي لعمارته. وفيهَا قرر السُّلْطَان أَن تعْمل لَهُ كل يَوْم أوراق بالحاصل والمصروف فَصَارَت تعرض عَلَيْهِ كل يَوْم وتحدث فِي الْأَمْوَال بِنَفسِهِ. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان برهَان الدّين أَبُو اسحاق إِبْرَاهِيم بن ظافر يَوْم الْخَمِيس سادس جُمَادَى الْآخِرَة كَانَ فَقِيها شافعياً. وَمَات الشيح نور الدّين عَليّ بن يَعْقُوب بن جِبْرِيل الْبكْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس وَمَات تَقِيّ الدّين مُحَمَّد الْجمال عبد الرَّحِيم بن عمر الباجر بَقِي الشَّافِعِي فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute